انطلقت بمدينة طنجة، فعاليات الدورة الثانية لبرنامج الإيسيسكو للتدريب على القيادة من أجل السلام والأمن، متميزة بتنظيم ورشة العمل الدولية لحاضنة مشاريع الشباب من أجل السلم، حيث سيشارك، بشكل حضوري وعبر تقنية التناظر عن بعد، شباب من المغرب ومن مختلف دول العالم الإسلامي، بما فيها دول أفريقية ودول عربية.
ويهدف البرنامج إلى تدريب الشباب وحشدهم لتحقيق السلام والتماسك الاجتماعي داخل مجتمعاتهم وخارجها، من خلال تعيينهم سفراء للسلام، إذ يشمل هذا التكوين، الذي يدعم مقاربة الإيسيسكو “360 درجة للسلام”، عشرة وحدات تدريبية، تركز على الأبعاد المختلفة لبناء السلام وتعزيزه، وتتيح الفرصة للحوار مع قادة ملهمين من مختلف الأجيال.
وبالموازاة مع حفل الانطلاق، تم تنظيم ورشة العمل الدولية لحاضنة مشاريع الشباب من أجل السام، والذي يتيح للشباب الاستفادة من الوحدات التدريبية العشر، وتقديم مشاريعهم حول السلام وعرضها عند نهاية التدريب على أقرانهم والموجهين من خريجي فوج 2021 لإبداء آراءهم ومقترحاتهم بشأنها، كما سيمكنهم من الاستفادة من تأطير المدربين من الخبراء.
وتلقّى عشرات الشباب ورشة للتدريب الحضوري، فيما استفاد باقي المشاركين من البرنامج عن بعد، وقد اختارت وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية، أربعين منهم على مستوى جهة طنجة -تطوان-الحسيمة، فيما جرى اختيار شباب آخرين يمثلون مؤسسة “مسك” ومؤسسة “موهبة”.
وبهذه المناسبة، شدد رئيس جمهورية جزر القمر،غزالي عثماني على أن الشباب ليس فقط عماد الأمة ومحركا أساسيا للمجتمع برمته في الحاضر والمستقبل، بل هو أيضا الضامن لتلاقح الحضارات والثقافات والحوار البناء بين المجتمعات على اختلاف لغاتها ودياناتها ومعتقداتها، وهو حلقة أساسية لتحقيق أي تطور ينشده المجتمع.
وأضاف غزالي عثماني، خلال كلمة له عبر تقنية التناظر عن بعد، أن الشباب، الفئة الأكثر حيوية في المجتمع، يجب أن يكونوا هم الفاعل الأساسي في التأسيس للحوار البناء ومكافحة التطرف وباقي الأمراض المجتمعية، وفي صلب أي تنمية متوازنة تعود بالنفع على المجتمع، وهم أيضا إرادة المجتمع وآماله، شريطة أن تمنح للشباب القدرة على التعبير والمشاركة والتربية النافعة، وتفتح أمامهم كل الفرص للانخراط في بناء مؤسسات الدولة على اختلاف تخصصاتها.
ومن جانبه أبرز المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، خلال الجلسة الافتتاحية، أن تنظيم هذه الفعالية تعكس الأهمية التي توليها دول المنتظم لقضايا الشباب ودورهم البارز في إحقاق السلم والأمن والاستقرار في دول المعمور، وكذا أهمية مقاربات التبادل والحوار في تحقيق تنمية مستدامة وتطور يراعي متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة في الحاضر والمستقبل.
وشدد سالم المالك على أن الشباب هو المبتغى والمحرك الأساسي للتنمية والتحول الإيجابي الذي يفيد كل المجتمعات، كما أنه المحرك الأساسي لتحقيق التغيير الذي يعود بالنفع على المجتمع ككل، ويوفر سبل نجاح المخططات والاستراتيجيات التي تروم الرقي بالمجتمعات وتحصينها من التطرف والغلو والتخلف.
كما أكد المدير العام للمنظمة أن استقبال المغرب لهذه التظاهرة الشبابية الهامة والتي تكتسي راهنية خاصة، يعكس الاهتمام الذي يوليه البلد المستضيف المغرب لقضايا الشباب، والثقة التي يحيط بها هذه الفئة، باعتبار أن المراهنة على الفئة المستهدفة هو المراهنة على المستقبل في حد ذاته وعلى جيل سيقود العالم في مرحلة قادمة، مضيفا أن مشاركة الشباب في كل مناحي الحياة يعني إشراكهم في تدبير الشأن العام وتحمل المسؤولية.
ومن جهته، أكد الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الشباب- مصطفى المسعودي، أن أي تقدم شامل ومستدام لا يمكن أن يتحقق في أي مجتمع إلا بالمساهمة الفعلية والعملية للشباب، مسجلا أن انعقاد ورشة العمل الدولية لحاضنة مشاريع الشباب من أجل السلم في مدينة طنجة يحمل أكثر من دلالة لرمزية المدينة الثقافية والحضرية وموقعها الجغرافي المتميز الذي شكل على مدى قرون من الزمن صلة وصل بين مختلف الحضارات والثقافات وبين الشمال والجنوب.