أمل عكاشة
بعد مرور أزيد من 43 سنة عن الحديث عن مشروع الربط القاري الإفريقي الأوروبي، من خلال نفق تحت أرضي يربط طنجة وطريفة، يبدو أن الإرادة اجتمعت من أجل الشروع الجدي في تحقيقه وتنزيله على أرض الواقع.
ولعل مؤشرات التعاطي بالجدية والفعالية نحو التحقيق، تتجلى في أكثر من معطى، أولها تعيين، قبل أيام، عبد الكبير زهود، مديرا عاما للشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق، التابعة لوزارة التجهيز والماء، المكلفة بالتنسيق مع الشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق “SECEGSA”، وهي تعتبر خطوة مهمة في سبيل إتمام الدراسات الضرورية لإنجاز النفق القاري، وإخراجه إلى حيز الوجود.
وجاءت خطوة تعيين المدير العام، عقب استفادة الشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق، من دعم أوروبي في إطار خطة الإنعاش الإسبانية لإجراء دراسات جديدة حول هذه البنية التحتية، كما خصصت الحكومة الإسبانية، ضمن مشروع ميزانيتها لسنة 2023، مبلغ 750 ألف أورو لفائدة الشركة ذاتها، من أجل إعداد دراسة جديدة، بمشاركة شركة ألمانية متخصصة في إعداد الدراسات المتعلقة بالأنفاق البحرية.
واعتبرت وسائل إعلام إسبانية أن كلا من مدريد والرباط، تعتزمان المضي قدما من أجل تحقيق الربط القاري بين البلدين، وصرحت جريدة “لاراثون” أنه على الرغم من أن المبلغ المخصص للمشروع في الميزانية لا يعتبر ضخما، فإنه يمثل بادرة من الحكومة الإسبانية ورسالة مفادها أن المشروع بعيد عن النسيان وأنه يتم إحراز تقدم لجعله واقعا بالرغم من صعوبة ذلك.
ويبدو أن التقارب الأخير بين حكومة مدريد والرباط، يعطي ثمارا حسنة لمصلحة البلدين، بعدما تبين طموح البلدين في إنجاز خط تجاري بري سريع تحت البحر، لنقل المسافرين والبضائع وروابط الكهرباء والألياف البصرية لنقل الطاقة والإنترنيت، مع ما سيحققه من سرعة في وقت العبور على خلاف العبور على ظهر السفن، وتجنب لإعاقة الرياح القوية العاصفية التي تشهدها منطقة المضيق، في سير الملاحة بها.
ويشار في الأخير إلى أن النفق، حسب دراسات سابقة، سيمر عبر قاع البحر عند تقاطع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، بطول 28 كيلومترا على عمق 300 متر، وسيربط بين مالاباطا بمدينة طنجة وبونتا بالوما بمدينة طريفة.