سهيلة أضريف
تفكيك خلية هنا، وتفكيك أخرى هناك ضربة تلو الأخرى وتدخل تلو الآخر.. عمليات استباقية تقوم بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والمديرية العامة للأمن الوطني، من أجل إصابة الإرهابيين في مقتل وإيقاف زحفهم الرامي إلى زعزعة استقرار المملكة.
فبفضل يقظة وحنكة المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، يوم الأربعاء 62 أكتوبر، من توقيف خمسة أشخاص موالين لتنظيم “داعش” الإرهابي، في كل من دوار “هباطة بنمنصور” بإقليم القنيطرة، وسيدي يحيى زعير، و”الدشيرة” بإنزكان أيت ملول، وبجماعة بوعبود بإقليم شيشاوة وبمدينة الدار البيضاء. تتراوح أعمارهم ما بين 20 و45 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في التحضير لتنفيذ مخططات إرهابية لها علاقة عمدا بمشروع فردي أو جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام
وقد أصدر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بلاغاً أوضح فيه أن كل واحد من المشتبه فيهم كان قد أعلن “الولاء” لتنظيم “داعش”، وكان يحمل مشاريع إرهابية تتمثل إما في تنفيذ عمليات تخريبية ضد مصالح حيوية بالمغرب باستخدام أجسام متفجرة، أو تستهدف عناصر ومؤسسات أمنية في إطار عمليات “الإرهاب الفردي”. كما أوضحت الأبحاث والتحريات المنجزة بأن من بين المشتبه فيهم الموقوفين من كان يحرص على التدرب على كيفية صناعة المتفجرات.
كما أسفرت عملية التفتيش عن حجز بندقية صيد وكمية من الذخيرة، بينما أسفرت إجراءات التفتيش المنجزة في منازل باقي الموقوفين، عن حجز أسلحة بيضاء ومجموعة من المعدات والدعامات الرقمية التي ستتم إخضاعها للخبرات التقنية الضرورية.
كما أن نشاط العمل الإرهابي لهذه الخلية كان مدروساً ومخططاً له بطريقة تنم على أن عناصرها ينهجون أسلوبا ذكياً في تحركاتهم وحذراً في عمليات نشر فكرهم المتطرف واستقطاب عناصر أخرى لتعزيز وتقوية مجموعتهم.
غير أن يقظة وحنكة المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وبخاصة عناصر المكتب الوطني للأبحاث القضائية، كانت بالمرصاد لكل المحاولات الهادفة إلى زعزعة الاستقرار وترويع الآمنين من المواطنين، وضرب أهداف حيوية تقدم خدمات إلى المرتفقين من المواطنين.
ويجدر في هذا السياق التنويه بالمجهودات الجبارة التي يقدمها هؤلاء في سبيل اقتفاء آثار الجماعات والخلايا الإرهابية خدمة لهذه البلاد وحدودها ومواطنيها، فهم العيون الساهرة التي لا تنام لكي ينعم سكان البلاد بالأمن والسكينة.
لا يمر وقت، إلا ويتم فيه إجهاض عملية ما في عدد من المناطق المغربية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود نوايا مبيتة من طرف بعض الإرهابيين الذين يسعون بكل قواهم إلى البحث عن زعزعة استقرار المملكة.
وللإشارة، فإن رجال الامن الوطني بمختلف تلويناتهم، انطلاقا من مراقبة التراب الوطني، والأمن الوطني، ورجال الجمارك يسهرون على أمن المملكة وهم دائما بالمرصاد لكل هذه المحاولات ولكل من تُسول له نفسه المساس بهذا البلد.