اعتبرت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث أن تخليد ذكرى عيد الاستقلال هذه السنة (2022) يأتي في ظل تحديات داخلية وخارجية لم تمنع من تحقيق مكتسبات دبلوماسية هامة في ملف وحدتنا الترابية.
وفي كلمة بهذه المناسبة ألقيت عبر الصفحة الرسمية للمؤسسة، قال السيد عبد الكريم الزرقطوني، رئيس مؤسسة الزرقطوني، إن هذه التحديات الداخلية والخارجية “تثير فينا الرغبة المتزايدة للعودة لقراءة صفحات معركة الحرية والكرامة”، مؤكدا أن المكتسبات الدبلوماسية التي يحققها المغرب في ملف الوحدة الترابية وداخل مسار ترسيخ مؤسساته السيادية ومشاريعه التنموية الاقتصادية والاجتماعية عبر كل جهات البلاد يجعلنا نفتخر بانتمائنا ”لدوحة المغرب العظيم ونبع المغرب الدافق ونجم المغرب المتألق”.
وفي سياق متصل لفت نجل الشهيد محمد الزرقطوني إلى أن المؤسسة دأبت على تكثيف أنشطتها الإشعاعية عبر كل المحطات الوطنية، إيمانا منها بأن هذه المحطات تشكل علامات فارقة في مسار بناء الهوية التحررية لمغرب الاستقلال، مغرب العزة والكرامة، كما خطط وأراد له رجاله العظام وعلى رأسهم أب الأمة الملك المجاهد المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه.
وتابع أن الأمر يتعلق باستحضار ”محطات فاصلة في ميلاد أمة نفضت عنها رداء الذل الاستعماري بعد أن قررت صنع تاريخها المجيد الذي يرتقي بها إلى مصاف الأمم العظمى والشعوب التواقة للحرية وللكرامة“.
واستطرد قائلا إنه إذا كان الاستعمار البغيض قد استهان بهذه الروح الفطرية المتأصلة في نفوس المغاربة عندما قام بتدبير جريمة نفي السلطان الشرعي وعائلته الكريمة إلى جزيرة مدغشقر يوم 20 غشت من سنة 1953، فإن رد الفعل كان جارفا، والغضب كان هادرا، أذهل أذناب الاستعمار ورموزه، بل وأذهل العالم بهذا الالتحام الفوري والتلقائي بين كل قوى البلاد في إطار النهر الجارف المعروف بثورة الملك والشعب.
وضمن هذا السياق، أكد رئيس المؤسسة أن المغاربة أثبتوا أنه لا استكانة مع التطاول على المقدسات، ولا سكوت عن الحق، ولا قبول بالأمر الواقع، موضحا أن الشهداء سقطوا تباعا في ساحة الشرف، واعت قل من اعت قل، وع ذب من ع ذب، ون في من ن في، ومع ذلك ظل صوت الحق خافقا وصادحا في وجه آلة الظلم التي غرسها الاستعمار وزكاها أذنابه.
وبذلك ذهب الاستعمار منكسرا، وبقيت الأمة المغربية شامخة، وجسد المغاربة هذه الروح في ملحمة المسيرة الخضراء سنة 1975 التي أبدعها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله تراه، ولازلنا نجسدها مع مشاريع النهوض التي يقودها اليوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بالكثير من عناصر الحكمة والثبات والتبصر.
وخلصت الكلمة إلى أنه ما دامت هذه الروح قوية في نفوسنا، فلا خوف على المغرب.. ”فرجاله ونساؤه ليسوا أقل وطنية من آبائنا الذين استبسلوا في معركة الحرية والاستقلال، وقدموا دماءهم الطاهرة في سبيل القيم العليا والمقدسات الراسخة للبلاد.“

















