انطلقت أمس الخميس بمدينة طنجة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، النسخة 27 لمؤتمر الجمعية المغربية لأمراض القلب، التي تتميز بحضور نخبة من المتخصصين من مختلف مناطق المغرب ومن دول أفريقية وعربية.
وبالمناسبة، أكد رئيس الجمعية البروفيسور عبد الحميد مستغفر أن الدورة الجديدة للمؤتمر، الذي ينعقد لأول مرة بمدينة طنجة والتي تجري موازاة مع المؤتمر الثالث والعشرين للدورة الأفريقية حول تقنيات قسطرة القلب والشرايين، تواصل العمل لضمان تكوين طبي مستمر يليق بالمتخصصين المغاربة والبحث العلمي والسعي لتطوير الاهتمام بالتكوينات الأساسية المتعلقة ببعض التخصصات الفرعية، كمراقبة إيقاع دقات القلب، إلى جانب البرامج التكوينية المعتمدة بالكليات المغربية.
كما أكد السيد مستغفر، في تصريح لقناة M24، القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغربي العربي للأنباء، أن للمؤتمر ثلاثة أهداف، تتمثل في ضمان التكوين المستمر للأطباء، ونشر الأبحاث العلمية التي جرت في القطاعين العام والخاص، وفي الأخير الانتقال من اللغة الفرنسية كلغة المؤتمر الى اللغة الانجليزية مع الرغبة في أن تعزز الجمعية انفتاحها وانفتاح أعضائها على العالم، خاصة وأن اللغة الانجليزية أضحت لغة العلم بدرجة أساسية في الوقت الراهن.
وأوضح أن اللغة الانجليزية ستكون متداولة في المؤتمر للحفاظ على التجدد والانفتاح الواسع على البحث العلمي، علما أن ذلك لا يمنع المعنيين من تنظيم اجتماعات تحت اشراف الجمعية باللغتين العربية والفرنسية.
وأبرز أن انعقاد المؤتمر الثالث والعشرين للدورة الأفريقية لتقنيات قسطرة القلب والشرايين يساهم في الانفتاح أكثر على القارة الأفريقية وتعزيز الشراكة جنوب/جنوب وتدارس المشاكل عل أرض الواقع التي تعني المجتمع الأفريقي.
وأضاف أن انعقاد المؤتمر في مدينة طنجة، التي تتميز بتاريخ عريق و متجذر وموقع جغرافي فريد سمح لها بالانفتاح على العالم، يستلهم من مدينة البوغاز هذه الخصوصيات وانفتاح الجمعية على جميع أطباء القلب على المستوى الدولي.
من جهته، نوه خالد بنباية، رئيس الهيئة الموريتانية لأمراض القلب بأن المؤتمر له راهنيته كما أنه غني من حيث محتواه والقضايا العلمية والطبية التي يتطرق إليها بمشاركة خبراء متميزين، مضيفا أن ميزة هذا المؤتمر هو أنه يضمن حضور كم كبير من الخبراء الدوليين والأفارقة البارزين، ويشكل مناسبة لتبادل المعلومات والخبرات العلمية، كما يعزز أواصر التعاون بين المختصين المغاربة والموريتانيين على وجه التحديد.
وأشار الى أن الهيئة الموريتانية لأمراض القلب تجمعها روابط علمية وأخوية متينة مع الجمعية المغربية لأمراض القلب، وهي تشارك بشكل منتظم وفعال في فعاليات الجمعية المغربية، والشيئ ذاته بالنسبة للأطباء والخبراء المغاربة الذين يحرصون على الحضور المستمر في الأنشطة الطبية ذات التخصص في موريتانيا.
من جانبه، قال الحبيب قمرة، رئيس مصلحة القلب والشرايين بمركز الاستشفاء الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير التونسية ورئيس المؤتمر الافريقي لمعالجة أمراض القلب والشرايين بالقسطرة، إن مؤتمر طنجة هو تظاهرة علمية ذات مستوى عالي من حيث المواضيع التي سيتطرق اليها وفرصة ثمينة للأطباء الأفارقة لتبادل الخبرات والتجارب والمستجدات في مجال التقنيات الجديدة لمعالجة أمراض القلب والشرايين، مشددا على أن هذا المجال يتطور بسرعة ويحتاج الى مواكبة علمية مستمرة وصارمة.
واعتبر أن مؤتمر طنجة يتيح التعرف على مستجدات هذا التخصص الطبي الدقيق، عبر ورشات عمل والبث المباشر بالكثير من مراكز البحث العالمية المعروفة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وغيرها من الفعاليات على مدى ثلاثة أيام.
وقال عادل العتربي، أستاذ علم الطب بجامعة عين شمس والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب، أن المؤتمر يكرس التعاون المغربي مع مختلف دول أفرقيا والدول العربية في المجالات العلمية المختلفة وخاصة في مجال الطب، وسيمكن من تعزيز هذا التعاون الذي أضحى له أهمية خاصة نظرا للتطور الهائل التي تعرفه التخصصات الطبية وسعي الدول الأفريقية والعربية الى تطوير المجالات الطبية الدقيقة لتلبية احتياجات المجتمعات.
ويتضمن برنامج التظاهرة الطبية والعلمية، التي ستختتم يوم غد السبت، محاضرات حول مواضيع مختلف ذات راهنية، وتدخلات تتمحور حول لتوصيات الجديدة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب التي صدرة بحر السنة الجارية ، وكذا دروس حول ايقاعات دقات القلب بالنسبة للطلبة المقيمين والماستر الخاص بأمراض القرب والأورام.