لمياء السلاوي
قصص معاناة المواطنين مع سائقي الطاكسي الصغير بطنجة لا تعد و لا تحصى، سواء غضب المواطنين من جشع و سلوك السائق الغير مهني بالمرة، و الذي لا يمثل الثقة التي منحت إياه، سواء ببعض الجرائم التي ترتكب في حقب الزبون.
سيدة مغربية بطنجة الاثنين 22 غشت المنصرم، قامت برفقة زوجها الاسباني بالبحث عن سيارة أجرة على مستوى منطقة جنان طنجة التي لا تبعد عن ميناء المدينة، هي فقط دقائق قليلة، بالفعل ودعت زوجها الذي ستلقاه بالديار الاسبانية مع ابنتيهما موازاة مع الدخول المدرسي بإسبانيا، لذلك ارتأيا أن يغادر الزوج قبل أسرته الصغيرة للاستعداد لبداية عام دراسي و مهني جديد، ركب الزوج في سيارة الأجرة متوجها نحو ميناء طنجة، كانت الساعة حوالي الثانية عشر ظهرا، بعد فصال عن ثمن التوصيلة طبعا..حيث أصر صاحب الطاكسي على مبلغ 50 درهم، ما يطرح هنا تساؤلا كبيرا، هل الطاكسي الصغير أصبح يوصل الزبناء حسب مزاجه و بالثمن الذي يريد دون استخدام العداد؟؟ .
الكارثة لم تأتي بعد، عند وصول الزوج الاسباني، اعتقد و حسب ما هو متعارف عليه بالديار الاسبانية، أن سائق الطاكسي سوف ينزل ليخرج الحقائب من الخلف، الا أن صدمته كانت بأنه نزل من الطاكسي و مباشرة انطلق السائق بسرعة جاعلا الضحية في حالة من الذهول، حاول الركض خلفه لكنه لم يستطع اللحاق به، السلطة المتواجدة بالباب الحديدي لمدخل الميناء و حسب تصريحات الزوج رأوا المشهد انما لم يكن هنالك تدخل، سارع اذن بالاتصال بزوجته و اتجها الى المكان المخصص لتسجيل الحضور بالنسبة لسائقي سيارات الأجرة بدون جدوى، وجدوا أشخاص يشتكون ضياع أمتعتهم ، فما كان منهم الا و أن تركوا بياناتهم عل و عسى تعود لهما حقيبتهما العائلية.
الحقيبة تضم بعض المستلزمات الدراسية لطفلتهما مع بعض الألبسة من طنجة، كما اعتادت الزوجة دائما، وتضم حقيبة السفر أيضا مفاتيح الزوج الخاصة للبيت و السيارة، بطاقة بنكية، البطاقة الصحية، رخصة السياقة و أشياء أخرى ضرورية، لذلك ما كان على الزوج الا مغادرة طنجة في الباخرة الموالية للإسراع بتجميد جميع البطائق و التصريح بضياع الوثائق الرسمية، – دائما حسب الزوجة و الزوج معا-.
هنا نتساءل عن مدى استحقاق بعض سائقي سيارات الأجرة بحجميها لرخصة السياقة المهنية المبنية أولا و أخيرا على الثقة و الأمان، كيف لسائق أن يسرق سائحا مهما كانت جنسيته؟ و هنا الأمر لا يتعلق بسائح اذ أنه زوج لمغربية معتاد على زيارة طنجة لأن زوجته من أهل المدينة المعروفين الأصليين، كيف يجرأ هذا الشخص على ارتكاب هذه الجنحة الا و هي السرقة المتعمدة و خيانة الثقة و الأمانة، هل سنرى تجاوبا لاحضار هذا الشخص؟.
لا يناقش أحد من ساكنة طنجة أن سائقي الطاكسيات الصغيرة أشخاص أضحوا متسلطين و لا يحسنون التعامل مع المواطنين أثناء أدائهم لواجبهم المهني، حيث أصبح لا يمر يوم إلا و يتذمر المواطنون من سلوكيات يقدم عليها سائقو سيارات الأجرة، فالجشع أصبح من مميزاتهم لدرجة أن المواطنين باتوا يعتبرون بعضهم متطفلا على المهنة، ناهينا عن حوادث السرقة كموضوع المقال.
عموما على المعنيين بالأمر التحرك للحد من هذه السلوكيات المنحرفة، و على الوزارة الوصية المراقبة و المحاسبة في حق كل الخارقين للقانون و الملوثين لسمعة سائقي سيارات الأجرة، فالأب يأتمن السائق على أطفاله، و على أمه و أخته و زوجته و على نفسه أيضا، لذا وجب التدخل الحاسم لإيقاف هذه الكارثة الاجتماعية.