عبد الرحيم الوهابي
على عادة أبيها – بحاثة طنجة وفقيدها رحمه الله- تفضلت الأستاذة الفاضلة والباحثة المتميزة الدكتورة نبوية عبد الصمد العشاب بإهدائي نسخة موقعة من تحقيقها للجزء الثاني من كتاب (رياض البهجة في أخبار طنجة) للعلامة الفقيه محمد بن العياشي سكيرج.
وكان الجزء الأول قد صدر بتحقيق د.محمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي لمدينة طنجة.
ولا بد لنا من أن نثمن مثل هذه الجهود المبذولة في خدمة تاريخ وتراث المنطقة، ودعوة كل الغيورين لتشجيع مثل هذه المبادرات، خصوصا وأن عددا من المؤلفات النفيسة والأبحاث الهامة لا زالت حبيسة الأدراج تنتظر من ينفض عنها غبار الإهمال والنسيان. كما أن عددا من المؤلفات المنشورة أصبحت في عداد المفقود وتحتاج لإعادة العناية والطبع.
والدكتورة نبوية العشاب هي ابنة أبيها – كما يقال- وهي وارثة سره تحقيقا لا تعليقا، سائرة على نهجه متممة لمشروعه في خدمة التراث بالشمال المغربي. وهي على خطى الباحثة القديرة الأستاذة حسناء داود في عنايتها بتراث والدها العلامة الفقيه الأستاذ محمد داود رحمة الله عليه وإكمال مسيرته.
وهذا الجزء من كتاب (رياض البهجة) ” من الأعمال القيمة التي أرخت لجوانب مختلفة من حياة هذه المدينة التي سحرت بجمالها الأدباء فتسابقوا للعيش بين ظهرانيها، وتحبير الأعمال الرائقة في وصفها والتعريف برجالاتها. وتتجلى هذه القيمة، فيما حواه هذا الكتاب، من تعريف مفصل ودقيق بمختلف صلحاء طنجة وشيوخها الفضلاء، وزواياها، ومساجدها العتيقة وأضرحتها ودروبها، وطرق الحياة فيها على عصر الكاتب، فضلا عما يتخلل الكتاب من ثروة أدبية متنوعة. كما تظهرقيمته في أهمية المصادر التي اعتمد عليها، وخصوصا المغربية منها، والتي لا يزال الكثير منها مخطوطا، لا يعرفه إلا خاصة الخاصة.
وقد كان جهد المحققة بينا جليا ومشكورا. وأرفقته بتراجم مهمة للأعلام الواردة في المتن.
تهانينا للدكتورة نبوية ومتمنياتنا بمزيد من التألق والعطاء المتميز.