أمل عكاشة
أعلن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ـ وهو مؤسسة دستورية مستقلة تضطلع بمهام استشارية حول الاختيارات التنموية الكبرى والسياسات العمومية في ميادين الاقتصاد، المجتمع، التنمية المستدامة والجهوية المتقدمة ـ عن نتائج استطلاع للرأي أجراها حول البرامج العمومية الموجهة للشباب، أسفرت عن نتائج صادمة تضع عدة مؤشرات محل سؤال ومساءلة.
ولعل أبرز ما تتضمنه نتائج الاستطلاع، هو إعلان 71 في المائة من الشباب المشاركين على أنهم لم يسبق لهم الاستفادة من أحد البرامج الموجهة للشباب، وهو ما يعكس اختلالات جوهرية عميقة، تسائل الجدوى من المشاريع الموجهة للشباب التي تكلف الميزانية العامة ملايين الدراهم.
واستصقاء لأسباب هذه الاختلالات، يقدم استطلاع الرأي المؤشرات التالية، والبداية بإعلان قرابة نصف الشباب المشاركين (49.11 في المائة) بأن البرامج الموجهة لهم غير فعالة، بينما اعتبرها 44.05 في المائة منهم فعالة إلى حد ما، في حين يعتبر 6.84 في المائة فقط أنها فعالة.
وحول تحقيق أول شروط التواصل مع الشباب، قاس استطلاع الرأي مدى تعرف الشباب على مختلف البرامج التي تم رصدها لهم، وكانت النتائج على الشكل التالي؛ 71.52 بالمائة يعرفون برنامج “انطلاقة”، و43.28 في المائة يعرفون المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في حين لم يتعرف على برامج “إدماج” “تحفيز و”تأهيل” الهادفة إلى إدماج الشباب في سوق الشغل سوى نسبة متراوحة بين 15.97 في المائة و25.69 في المائة.
والمثير للاستغراب في نفس الصدد، هو كون برنامج “أوراش” الذي حشدت له الحكومة جيوشا من المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، بميزانية قدرت ب23 مليار سنتيم للترويج للبرنامج، لم يتعرف عليه سوى 20 بالمائة من الشباب المشاركين في استطلاع الرأي.
وحول سبل التحسين من نجاعة البرامج الشبابية، صرح الشباب المشاركون بأنه ينبغي أن تتصدر القضايا المتعلقة بتكوينهم وإدماجهم في سوق الشغل أولويات البرامج العمومية الموجه للشباب، وشددوا على مراعاة التواصل على نطاق واسع معهم لإطلاعهم على ما توفره البرامج الموجهة إليهم، إضافة إلى التواصل بانتظام معهم بخصوص نتائج هذه البرامج.
كما نادى الشباب المشاركون بضرورة تعزيز التكامل والتجانس بين هذه البرامج وراهنية إشراكهم في عملية تقييم البرامج المخصصة لهم، بحيث صرح 69.90 بالمائة منهم بتطلعهم إلى إشراك أفضل للشباب في إعداد هذه البرامج، و64.35 عبروا عن أهمية تحسين المنظومة التي تندرج فيها هذه البرامج برمتها، فيما دعا 63.42 منهم إلى اعتماد مقاربة تنبني على القرب في معالجة قضايا الشباب.