عبداللطيف بنيحيى
يا لَروعة وعُمق دلالات هذه الصورة الجميلة من زمن طنجة الذي مضى، والتي كلما تأمَّلتُ تفاصيلها زادت حسرتي على انفلات هذا الزمن الذي عشنا بهاءه بكل خلايا فرحنا وابتهاجنا بالحياة.. يوم كانت طنجة ملاذاً للمحبة والتعايش والأمن والسلام..
إنه السيد المحبوب لدى كل الطنجاويين بمختلف فئاتهم الاجتماعية المرحوم إبراهيم المديني الحريري، الذي ولد بالمدينة المنورة، وتوفي يوم 15 مارس 1983، حيث شيع الأهل والأحباب جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير بمقبرة المجاهدين..
وقد اشتهر بهذا المتجر الذي تعبق من بين جنباته رائحة العطور الزكية عند منتصف معبر زنقة سبو بالمدينة العتيقة، وبِجواره متجر الأثواب المستوردة الراقية لعميد موسيقى الآلة الأندلسية مولاي أحمد الوكيلي رحمه الله في الأربعينيات..
وكنا نحن أطفال هذا الحي العتيق، كلما مررنا بمحاذاة متجر المديني، نتوقف هنيهة لننتشي بأريج العطور المنعشة المنبعثة من أركانه.. فيجود علينا ب(رَشَّةِ) من الأنبوب النفاث برذاذ العطر.. مما يزرع فينا حيوية وفرحا باذخا بالحياة..
الرحمة والمغفرة على روحك الطاهرة المضمخة بأريج العطور الزكية التي جعلتنا نعشق الحياة ونبتهج بها..