لمياء السلاوي
نظمت الجمعية المغربية لحقوق الضحايا بمدينة طنجة الجمعة 17 يونيو الجاري بفندق ايبيس، ندوة صحفية تحت شعار * جميعا من أجل انصاف ضحايا جاك بوتيي و من معه* و التي تم فيها تسليط الضوء من جديد على قضية رجل الأعمال الفرنسي جاك بوتيي، لفك خيوط تهم الإغتصاب والاتجار بالبشر، واحتجاز قاصرين، فضلا عن الوقوف على واقع الضحايا و معاناتهم.
و في خضم الندوة، أعلنت شابات مغربيات تعرضهن للتحرش و الاغتصاب من طرف الفرنسي جاك بوتيي، أعلن عن رفع أربع شكاوى قضائية ضده، لدى النيابة العامة بطنجة بعد بروز قضايا مماثلة في فرنسا يتهم فيها بوتيي.
و فضلت الشاكيات، اللواتي تراوح أعمارهن بين 26 و28 عاما، تغطية وجوههن بكمامات طبية ونظارات وعدم كشف أسمائهن “حماية لهن”، كما أوضحت رئيس الجمعية عائشة كلاع.
ويشكل الخوف من الوصم الاجتماعي والأحكام السلبية، في الغالب، عوائق تمنع النساء ضحايا الاعتداءات الجنسية من الكلام وأيضا من تقديم شكاوى قضائية، وذلك رغم تبني المغرب قبل بضعة أعوام قانونا يشدد العقوبات ضد التحرش الجنسي.
و خاطبت إحدى الشاكيات الصحافيين “تجرأت على الحديث اليوم لأنني أريد أن أعطي درسا لكل المتحرشين (…) وهم كثر في العالم، ولكن أيضا لبعث رسالة أمل إلى كل ضحايا التحرش الجنسي، وأضافت، *حان الوقت لنستيقظ جميعا وننهي هذا التطبيع مع التحرش في أماكن العمل*..
واتهمت الشابة التي كانت تتحدث مغطية وجهها بنظارة سوداء مشغلها السابق ومسؤولين آخرين في الشركة بأنهم “عرضوا عليها إغراءات مالية” مقابل الجنس، واكدت تعرضها “لضغوط رهيبة” انتهت بفصلها من العمل، بسبب رفضها الخضوع للإغراءات.
واستطردت شاكية أخرى كانت تجلس بجانبها “كانت فترة عصيبة عانيت خلالها كثيرا، أتحدث اليوم لأنني لم أعد أشعر أنني وحيدة بعدما عرفت أن هناك عددا من الضحايا الأخريات في فرنسا والمغرب”
واتهمت الشابة بدورها بوتيي بفصلها من العمل، بعدما “رفضت تحرشه بها”، متابعة “أقول لمن لا يزلن خائفات هذا هو الوقت المناسب لكسر الصمت”.
من جهتها روت شابة ثالثة ضمن الشاهدات إن المشتكى عليه “مرر يده على جسدها داخل فضاء العمل (…) أصبت بصدمة ما أزال تحت وقعها، بدون أن يدعمني أحد”.
وأضافت “في وقت ما فقدت الثقة في الجميع، وصرت أظن أن الحصول على عمل بالنسبة لامرأة يعني بالضرورة تعرضها للتحرش”.
كذلك استنكرت الشابات الثلاث في شهاداتهن “تواطؤ مسؤولين آخرين” مغاربة وفرنسيين في الشركة، التي استقال بوتيي من رئاستها بعد اعتقاله، منددات ب”استغلال هشاشة الموظفات” في هذه المؤسسة التي تملك ثلاثة فروع في طنجة.
-“نثق بالقضاء“-
بينما لم تعلن النيابة العامة المغربية بعد أي قرار بخصوص هذه الاتهامات الواردة في الشكاوى المرفوعة ضد بوتيي، قالت عائشة كلاع رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، “نتوفر على وسائل إثبات بينها مراسلات نصية على الهاتف وعبر الإيمايل، وكذلك تسجيلات لكاميرات مراقبة في أماكن العمل”.
وأضافت أن “تحقيقا فتح في هذه الشكاوى ولدينا ثقة بالقضاء”، مشيرة إلى أن الجمعية سوف تقدم شكويين أخريين في الموضوع نفسه في خضم أسبوع.
ويقول مسؤولو هذه الجمعية إن هناك ضحايا أخريات يأملن أن يتقدمن بشكاوى، بهدف “كسر جدار الصمت وفضح الجرائم الجنسية المرتبكة في حقهن”،و يأتي الإعلان عن هذه الشكاوى بعدما قرر القضاء الفرنسي في مايو ملاحقة جاك بوتيي (75 عاما) في قضية الاتجار بالبشر واغتصاب قاصر، وذلك بعد تحقيق أولي جرى فتحه إثر شكوى من خمسة أشخاص وهو أيضا ملاحق بتهم تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز وحيازة صور جنسية لقاصرين، وتقرر اعتقاله منذ نهاية مايو.
و للتذكير فقد كان جاك 75 سنة، وهو المتهم الرئيسي بحسب إفادة أولى الضحايا اللائي وقعن في فخ رجل الأعمال الفرنسي، ، التي كانت قد صرحت لمصالح الأمن أنها كانت تعيش في شقة معه خلال سنتين 2016 و2017، وأن الأخير طالبها، أيضا بالبحث عن فتاة لتعوضها، لأن المليونير الفرنسي الذي تقدر ممتلكاته بـ160 مليون أورو، يهوى القاصرات، فوقع اختياره على ضحية تبلغ من العمر 14 سنة قامت بتصويره خلسة وهو على السرير مع الضحية الأولى.
وبانتشار الخبر/الفضيحة، عبر وسائل الإعلام الفرنسية، تبين أن لائحة ضحايا المتهم تشمل المغرب أيضا، وخاصة بمدينة طنجة، وكشفت التحقيقات كذلك، أنه كان كثير السفر بمعدل أربعة مرات تقريبا لطنجة، كما زار مدن مغربية أخرى كفاس وورزازات ومراكش، (في إطار ندوات واجتماعات مهنية).
وخلال زياراته المتكررة لمقر تابع للشركة بطنجة متخصص في الإتصال الهاتفي بالزبائن، كان جاك، دائم التنقيب عن ضحاياه في صفوف المستخدمات وخاصة سكريتيرات الإستقبال، وكان بعضهن قاصرات، بحسب إفادة أحد الموظفين السابقين للشركة لقناة “بي أف أم” الإخبارية.
وكان المصدر قد كشف عن تلقيه عدة شكاوى من المستخدمات بقسم طنجة، تشتكين له من التحرشات الجنسية التي كان يقوم بها المدير العام، وكان اختيار ضحاياه يتم وفق معايير محددة، منها نحافة الجسم، وقصر القامة، وصغر السن، وفوق هذا يستحسن أن تكون الفتيات في وضعية اجتماعية هشة، ليتم اقتيادهن بعدها نحو فيلا بنفس المدينة.
وكشفت القناة، أنه خلال تبادل الرسائل النصية القصيرة مع رئيسه السابق، تلقى المصدر تهديدات مبطنة من جاك بوتيي، بخصوص استعادة فيديو يظهر فيه المتهم على السرير مع فتاة تبلغ من العمر 14 عاما. مهددا إياه بعبارة “هل تريدني أن أخبر أصدقائي في شرطة طنجة”، كما جاء في تبادل الرسائل النصية القصيرة التي اطلعت على محتواها نفس القناة.
دهاء جاك، جعله ينظم مسابقات وهمية في شركته ليتمكن من الذهاب في إجازة مرة أخرى مع فتيات قاصرات. وفي هذا الصدد، ذكر المصدر أنه، بفضل العقود العديدة التي وقعها في إطار العمل، فاز شخصيا بإقامة مدفوعة التكاليف لمدة خمسة أيام بالمكسيك، لكن الأمر توقف فجأة.