انطلقت يوم الأحد الماضي، عملية مرحبا 2022 لاستقبال مغاربة العالم، مميزة باستئناف التعاون المغربي الإسباني في تدبير عملية العبور على ضفتي البلدين، بعد “جفاء” دام سنتين، سببته الجائحة بداية، لتزيد من حدته الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
وتعكس عملية مرحبا، العناية الملكية بالمغاربة المقيمين بالخارج، في تعبير عن التقدير الدائم لمشاعر الارتباط والالتحام التي تجمع الفرع بالأصل، في المغرب المتفرد بهوية تعدد روافده وبخاصية برّ أبنائه.
التحضيرات المسبقة لعملية “مرحبا 2022” :
منذ مدة ليست بالقصيرة، يتجند العديد من المتدخلين لتنظيم عملية مرحبا 2022، إذ تفيد معطيات قدمها حسن عبقري، نائب المدير العام للسلطة المينائية لطنجة المتوسط، أن ميناء طنجة المتوسط استغل عامي الإغلاق القسري في تدارك بعض الملاحظات التي تم الوقوف عندها خلال السنوات الماضية وإجراء التحسينات اللازمة لعملية الاستقبال، موضحا أنه تم استثمار 150 مليون درهم للإعداد لعملية العبور بشكل يضمن الانسيابية والأمن الصحي، من خلال تعزيز قدرات الاستقبال والراحة والمراقبة.
في هذا الإطار، تمت زيادة عدد الشبابيك لختم الجوازات في المحطة البحرية من 10 إلى 16، إضافة إلى تخصيص 32 شباكا في ممر السيارات وزيادة المساحات المظللة، إضافة إلى تعزيز الإنارة الليلية وإحداث باحات مخصصة للأطفال ومساحات خضراء ونافورات ماء صالح للشرب، فضلا عن تهيئة المطاعم ونقط الإرشاد والمرافق الصحية وأيضا تهيئة جناح خاص بالمراقبة الصحية للحدود وغيرها من المرافق الخدماتية الضرورية..
أما عن الجانب الأمني، فتم تعزيز التجهيزات بتزويد بوابة إركاب السيارات رقم 3 بجهاز سكانير متنقل لتبسيط وتسريع عملية تفتيش السيارات النفعية والخاصة بمغاربة العالم.
وعلى صعيد التدابير المبرمجة خلال أوقات الذروة، سجل المسؤول المنائي أنه تم تعزيز الأسطول البحري على متن الخط الرئيسي بين طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء ليصل إلى 14 باخرة يمكن أن تؤمن 48 رحلة يومية، إلى جانب البواخر التي تؤمن الخطوط البحرية مع فرنسا وإيطاليا، مع اعتماد التذاكر المحجوزة المحددة التاريخ وفتح باحات الاستراحة المتواجدة بالقصر الصغير والطريق السيار تحت إشراف مؤسسة محمد الخامس للتضامن والسلطة المحلية، إضافة إلى إمكانية تفعيل تبادلية التذاكر بين الشركات إذا اقتضت الضرورة.
ويذكر في ذات السياق، أن البلاغ المشترك للجنة المختلطة المغربية ـ الإسبانية المكلفة بعملية العبور، كان قد نص على جملة من الإجراءات، تتمحور أساسا حول سلاسة التنقل والأمن والسلامة وتدابير المساعدة والقرب والتواصل، فضلا عن تدابير الوقاية واليقظة في ضوء السياق الوبائي.
كما أسفرت أشغال اللجنة عن اتفاق يهم خطة للإبحار تتيح عروضا بخصوص الطاقة الاستيعابية اليومية لحركة نقل المسافرين والعربات والتناوب والربط البحري، فضلا عن تعزيز التنسيق بين النقاط المركزية حرصا على التبادل الجيد للمعلومات واستباق بعض الجوانب المرتبطة بتدبير أيام الذروة وإمكانية استبدال التذاكر ومكافحة المضاربة على مستوى أسعار رحلات العبور البحرية.
تهيؤ تام حتى في أوقات الذروة:
يستعد مجندو عملية مرحبا 2022 لاستقبال قرابة مليون ونصف مسافر، جوا وبرا وبحرا، في تعبئة تضم أكثر من ألف شخص، تتألف من الأطباء، أطقم شبه طبية، مساعدين اجتماعيين وإداريين، ومتطوعين.
وتشمل نقط العبور المجهزة 23 فضاء مخصصا لعملية مرحبا، داخل المغرب وخارجه، حيث تُقدم مرافق وخدمات اجتماعية وصحية، سعيا لضمان سفر مغاربة المهجر في أحسن الظروف.
وعن أدوار مؤسسة محمد الخامس الجوهرية في نجاح العملية، أفاد عمر موسى، المسؤول عن القطب الطبي والإنساني بالمؤسسة أن هذه الأخيرة عبأت، بمعية شركائها في عملية مرحبا، وسائل لوجيستية هامة، كما عززت موارد بشرية عديدة على مستوى الموانئ والمطارات وكذا على متن السفن، من خلال تدابير للمواكبة العامة للمسافر فضلا عن تقديم المساعدات الاجتماعية والصحية، تسهر عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بالمغرب وخارجه.
أما من زاوية تهيؤ ميناء طنجة المتوسط، لاعتباره يستأثر بخمسين بالمئة من حصة عمليات العبور عبر جبل طارق، أبرز كمال لخماس، مدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين، أنه تم تعزيز الأسطول البحري الرابط بين طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء لتصل طاقته الاستيعابية اليومية إلى 40 ألف مسافر و10 آلاف سيارة بالنسبة للخط السريع و20 ألف مسافر و7000 سيارة فيما يخص بواخر الخط الطويل، وتشمل هذه الأخيرة كلا من ميناء برشلونة بإسبانيا، ميناء جنوة بإيطاليا وميناءي مرسيليا وسيت بفرنسا.
وأكد المسؤول المينائي أن استعداد وتعبئة الموارد البشرية التابعة للميناء مع تعاونها الوثيق مع جميع الشركاء المعنيين، سيحقق التهيؤ التام لاستقبال مغاربة العالم في أحين الظروف، حتى في أيام الذروة.
يشار في الأخير إلى أن ارتسامات إيجابية طبعت شعور المسافرين في الأيام الأولى من بدء عملية مرحبا، إذ سجلت منابر إعلامية عديدة تصريحات المسافرين المعبرة عن سعادتهم وفرحهم بحسن الاستقبال وجودة المرافقة وكذا تسهيلات في الإجراءات.. وفي الحقيقة، ليس ذلك بعزيز عليهم، فإسهامهم محمود ودورهم معلوم في إغناء رصيد الوطن من العملة الصعبة، ويكفي التذكير بأنه فقط في الفصل الأول من السنة، بلغت تحويلاتهم ما يقارب 23 مليار درهم.
أمل عكاشة



















