عبداللطيف بنيحيى
في كلامه على شخصية محمد السويحلي، وضع أوجيست مولييراس فقرة في كتابه تحت عنوان: “طيش مهاجر جزائري محمي من طرف فرنسا”، تكلم فيها عن أطوار حياة هذا الشخص الذي استطاع في وقت وجيز أن يصبح ثريا، ويعاند أهل قبيلة الغربية بنواحي طنجة التي يسكن فيها ويمتلك عقارات واسعة وقصرا للسكنى، وبحسب رواية محمد بن الطيب القبائلي الجزائري المدعو “الدرويش”، الذي فسر سبب استيطانه في طنجة: إن محمدا السويحلي، كان أبوه مهاجرا جزائريا من قبيلة الساحل بدائرة نامور، وبعد موت أبيه قرر الشاب السويحلي طلب الحماية الفرنسية، لكي يتفادى شطط السلطات المغربية. وبعد أن حصل على طلبه، شعر هذا الرجل الذي ورث ثروة كبيرة وأصبح محميا من قوة عظمى، بالزهو والافتخار، وتبدل سلوكه، بحيث لم يعد يحترم ممثلي السلطة الشريفة؛ ويتباهى أمام أهالي الغربية، بكونه شخصا مستقلا لا يخاف من السلطان، ولا من القياد. فاجتمع أعيان القبيلة الذين ضاقوا ذرعا بادعاءات الجزائري البليد وبغروره الذي لا يحتمل، فهاجموه بقوة السلاح ببرجه، وهو عبارة عن قصر فخم يستفز المساكن المجاورة سنة 1891م. وسيقتلون اثنين من إخوته. ونجا صاحب القصر بأعجوبة ولجأ إلى طنجة، تاركا أخاه الثالث محاصرا بأحد أبراج القصر في قلب الغربية، وسكن في بيت جميل في طنجة، وفي ربيع سنة 1895 التقى به محمد بن الطيب “الدرويش” بسوق الخضر وهو ما يزال مستوطنا بطنجة.
ادريس بوهليلة
“هجرة الجزائريين إلى طنحة خلال القرن 19″/ (طنجة في العهد العلوي من التحرير إلى الحماية ص353/354..