تعرف مدينة البوغاز خلال الشهر الفضيل فوضى عارمة في حركة المرور، إذ يلاحظ من خلال المعاينة اليومية أن هذه العملية تتميز بنوع من اللامبالاة وعدم احترام القانون، والضرب بعرض الحائط كل القواعد العامة التي تنظم عملية السير، خاصة على مستوى بعض المحاور الطرقية والمدارات. فأين يكمن الخلل إذن؟ هل شرطة المرور لا تقوم بمهامها على أحسن وجه؟ أم أن القانون التنظيمي الخاص بالسير والجولان يعرف نقائص؟ أم تهور بعض السائقين هو السبب في خلق هذه الفوضى؟ وهل يمكننا القول إن الفوضى العارمة بخصوص السير هي أزمةً ضمير؟
إشكاليات متعددة تكمن وراء هذا التّسيب وعليه سنحاول معالجة الموضوع بطريقة أكثر موضوعية، عن طريق تشخيص هذا الوضع بمدينة طنجة خلال الشهر الفضيل، والتي لا يختلف اثنان عن كونها تشهد في أوقات الذِّروة في طرقاتها ومداراتها الرئيسية كمدار “تطوان”، و”ساحة المدينة”، و”السواني”، و”البرانس”، و”عشرون غشت” وغيرها، فوضى عارمة تتجلى في سياقة متهورة وتجاوزات مَعيبة وإشارات مرور..
مشاكل تتناسل كل رمضان في غياب السبب الوجيه، رغم أن الشهر الفضيل يدعو إلى التسامح واللين في المعاملة، والتريث وعدم السرعة، مع ضرورة التحلي بالصبر، لكن ما يلاحظ على أرض الواقع يتنافى جملة وتفصيلا، فالعكس هو المسيطر في الطرقات، إذ لا احترام لرجال الأمن المكلفين بتدبير حركة المرور، رغم المجهودات الحثيثة التي يقدمها حماة الوطن لتنظيم هذه العملية.
من جهة ثانية، نجد القانون التنظيمي الذي ينظم عملية المرور والسير داخل المدينة، كباقي القوانين التنظيمية المعمول بها على الصعيد الوطني، يمكن الطعن فيه بأي وجه من الوجوه، فعلا ليس بمستوى القوانين العالمية، لكن مقارنة مع باقي الدول العربية والإفريقية فهو يمتاز بنوع من الجودة والمسؤولية.
في الأخير يظهر لنا جليا، أن الفوضى العارمة التي تشهدها مدينة طنجة خاصة في شهر رمضان الكريم، سببها بالدرجة الأولى السائقون ومجموعة من الراجلين الغير مكترثين بالقانون ولا بالإجراءات التنظيمية، فكل واحد يحاول تطبيق قانونه الخاص به، بدون حسيب أو رقيب والكل يُرجع هذه التصرفات اللاأخلاقية للصيام وتأثيراته على النفوس الضعيفة، مع غياب الضمير والوازع الديني.
سهيلة أضريف