تخليدا لليوم العالمي لمحاربة داء السل الموافق للرابع والعشرين من شهر مارس، اعتزمت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إطلاق الحملة الوطنية السادسة للكشف عنه من 25 مارس إلى غاية 30 يونيو 2022 تحت شعار “نحو تعبئة وطنية لإنقاذ الأرواح والقضاء على داء السل بالمغرب”.
الحملة تهدف إلى تعزيز التشخيص المبكر لداء السل وضمان الوصول إلى العلاج للساكنة الأكثر عرضة للإصابة، وذلك في إطار المخطط الاستراتيجي الوطني 2021- 2023 الذي يهدف إلى خفض عدد الوفيات المرتبطة بمرض السل بنسبة 60 في المئة مقارنة بعام 2015، كما يصبو إلى تعزيز الوقاية من المرض واكتشافه وتحسين معدلات النجاح العلاجي، إلى جانب توطيد الحكامة وتقوية الشراكة المتعددة القطاعات لتشمل القطاعات الوزارية المعنية والجماعات الترابية والقطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني.
ولكي تتمكن من إحكام السيطرة على إشكالية السل في المغرب، تعمل الوزارة حسب بلاغها، على الرفع سنويا من الميزانية المخصصة للبرنامج الوطني، مما مكن من إنشاء شبكة وطنية متكاملة تضم 63 مركزا متخصصا في تشخيص وعلاج السل والأمراض التنفسية، بالإضافة إلى 56 مركزا صحيا مؤهلا لتقديم نفس الخدمات، مع تعبئة طواقم طبية وتمريضية وأطر تقنية وإدارية لتسييرها، كما تم تزويدها، خلال السنوات الأخيرة ، بمعدات ذات تقنية حديثة وتكنولوجيا متطورة، مع ضمان مجانية الخدمات الصحية لجميع مرضى السل عبر التراب الوطني.
وبفضل هذه الجهود، يفيد بلاغ الوزارة، حقق البرنامج الوطني لمحاربة السل تقدمًا كبيرًا، مما مكن على مدى العقود الأخيرة من خفض نسبة الإصابة ب 34 في المئة ومعدل الوفيات بنسبة 68 في المئة والحفاظ على معدل النجاح العلاجي لأكثر من 85 في المئة (أي ما يعادل شفاء ما يفوق 26 ألف مريض سنويا).
وبحسب البلاغ دائما، فإنه على الرغم من هذه المنجزات المحققة لايزال السل يفرض تحديات، من أهمها تسريع وتيرة خفض الإصابة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على السل في أفق 2030.
ويذكر أن الانتشار المستمر للمرض، يرجع إلى المحددات المرتبطة بالظروف السوسيو اقتصادية (ظروف السكن وسوء التغذية أساسا)، بالإضافة إلى تأثير جائحة كوفيد -19 على الوضع الوبائي للسل بالبلاد، مما أدى إلى ارتفاع نسبي لمعدل الوفيات على غرار الوضع الوبائي العالمي.
أمل عكاشة