أحيت التساقطات المطرية، التي شهدتها، مؤخرا، مختلف جهات المملكة ، آمال الفلاحين وعموم المغاربة، والتي تأتي في وسط موسم فلاحي غير مطمئن، وطبعه، حتى الآن، عجز مائي مثير للقلق.
كما ساهم في إنعاش هذه الآمال تفعيل البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، الذي وضعته وبلورته الحكومة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية.
وفي هذا الصدد، سجلت حقينة السدود الرئيسية بالمملكة ارتفاعا طفيفا، حيث بلغت، إلى غاية 18 مارس الجاري، ما يقارب 5.3 مليار متر مكعب، أي بنسبة ملء قدرها 32.9 بالمئة، علما بأن حقينة السدود كانت قد بلغت، خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية، 8.2 مليار متر مكعب، أي بنسبة ملء قدرها 50.9 بالمئة.
وبالفعل، يعيش الموسم الفلاحي 2021 – 2022 على وقع صعوبات مناخية حقيقة. فمقارنة بموسم عادي، بلغ عجز التساقطات المطرية نسبة 64 بالمئة، إلى غاية منتصف فبراير 2022، مما أثر بشكل كبير على معدل ملء السدود الموجهة للاستغلال الفلاحي، والذي انحسر في نسبة 32.8 بالمئة عند متم يناير 2022، مقابل 45 بالمئة خلال الفترة ذاتها، سنة من قبل.
ويروم البرنامج الاستثنائي لدعم العالم القروي، التخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية على النشاط الفلاحي، ودعم الفلاحين ومربي الماشية. كما يطمح، أساسا، إلى الحد من انعكاسات تأخر الأمطار، في انتظار تداركها خلال شهر مارس، والتي سيكون لها تأثير إيجابي على الزراعات الربيعية.
وتم اتخاذ عدة إجراءات في إطار تفعيل هذا البرنامج الاستعجالي ومختلف محاوره، والتي من شأنها طمأنة الفلاحين ومربي الماشية في ظل موسم استثنائي، يتميز بعجز كبير في التساقطات المطرية مقارنة بالسنوات السابقة.
وعلاوة على ذلك، يأتي هذا البرنامج الاستباقي في الوقت المناسب، بما أنه يتعلق بحزمة من التدابير الرامية إلى حماية القطاع الفلاحي من عواقب وآثار تأخر التساقطات المطرية.
وخصص لهذا البرنامج الاستثنائي غلاف مالي قدره 10 ملايير درهم، منها مساهمة من صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بمبلغ ثلاثة ملايير درهم.
ومن شأن هذه الإجراءات، الاستعجالية والحكيمة، دعم الفلاحين من أجل تدارك مافات وحسن الاستعداد للموسم الفلاحي القادم، على أمل أن تكون التساقطات المطرية الأخيرة ذات أثر إيجابي على الموارد المائية والفرشة المائية، التي تأثرت بشكل كبير جراء شح المطر.
كما تعقد آمال كبيرة على التساقطات المطرية المنتظرة خلال الأسابيع المقبلة، في أفق إنقاذ الزراعات الربيعية، والمراعي الموجهة لتربية الماشية، مع تأمين ري الأشجار المثمرة.