على خلفية ما حدث بغابة السلوقية بطنجة نهاية الأسبوع الماضي، من ترام على الملك الغابوي، عبر قطع واجتثاث الأشجار ومحاولة تغيير معالم جزء من الغابة.. وما خلفه من ردود فعل غاضبة، اعتبرها نشطاء بيئيون تشكل انتهاكا خطيرا لطبيعة المنطقة وتهديدا لتوازنها الإيكولوجي.. رصدت جريدة طنجة بعضا من أهم المواقف.
وتعليقا على الحدث، قال عبد العزيز الجناتي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، في تصريح لجريدة طنجة إنه بداية “نسجل بنوع من الارتياح قرار السلطات المحلية إيقاف جريمة الاعتداء على الملك الغابوي ونتمنى أن تستكمل الإجراءات التي اتخذتها جماعة طنجة مسارها لتطبيق القانون في حق مقترفيها، خاصة وأن كل عناصر الإدانة في نازلة الحال متوفرة”.
وأضاف أنه فور علمنا كمرصد بهذا الموضوع، تحركنا على عدة مستويات لتقصي حقيقة الأمر و تجميع المعطيات الكافية، وفعلا تحركنا في جميع الإتجاهات الممكنة وفق ما يكفله القانون لتدخل المجتمع المدني، و كذلك بالاستناد على ما للفضاء من رمزية ومكانة خاصة لدى ساكنة طنجة وزوارها.
كما اعتبر الرئيس باسم المرصد أنه طالما لم يتم استثمار هذه الفضاءات بشكل منتج بيئيا وترفيهيا و تاريخيا، فإنها ستبقى تحت الترصد من قبل لوبيات العقار وعقليات الإسمنت، وفي ذلك طالبنا منذ تأسيس المرصد بضرورة نزع الملكيات الخاصة بالفضاءات الغابوية وتمليكها لأشخاص القانون العام حتى نضمن لها نوعا من الحماية في أفق استثمارها بشكل يعود بالنفع على المدينة وأجيالها الحالية والمستقبلية.
وعلى صعيد متصل، قال زكرياء أبو النجاة، عضو بحركة الشباب الأخضر أن الحركة تُشدد على ضرورة الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه استغلال غابات طنجة من أجل إقامة مشاريع ربحية، مبرزا أن ساكنة طنجة صارت فطنة وتعي بكل ذكاء تحركات أعداء الغابة وأصدقاء الإسمنت الذين يبدؤون بمثل هذه الأشغال التمهيدية التي تسبق البناء الذي يتم بسرعة من أجل فرض الأمر الواقع على سكان المدينة.
وأردف أنه بالنسبة لحركة الشباب الأخضر، فإن كل شجرة من الفضاءات الخضراء بطنجة هي خط أحمر لا يجب الاقتراب منه، موضحا أن اجتثات أشجار الغابة يعد جريمة تستوجب المحاسبة والعقاب، خاصة أن الورش أقيم بدون رخصة ولا تشوير.
وبخصوص الحالة موضوع النقاش، قال أبو النجاة إن الأرض المعنية تدخل في ملكية الخواص، إلا أنه وحتى لو كان الأمر كذلك، فلا يحق لهم اجتثات أشجار الغابة، وهذا إذا سلمنا بملكيتهم لها، لأن هذه الملكية تعد مشبوهة وغير مقبولة، لكون الغابة هي ملك للجميع ولا يحق للخواص امتلاك أجزاء منها كيفما كان الحال.
وعن الإجراءات التي ستقوم بها الحركة، قال إننا تواصلنا طيلة الأيام المنصرمة مع السلطات المعنية، والمصالح الولائية قصد إيقاف الأشغال، ونثمن عالياً تحركهم السريع، الذي نتمنى أن يسري على باقي الملفات، على أمل أن يُصبح سياسةً منتهجةً ضد هؤلاء الذي عاثوا في غاباتنا فساداً. كما أن الحركة تعتزم متابعة مرتكبي هذه الأفعال أمام النيابة العامة، وفق ما تنص عليه قوانين التعمير، قانون المياه والغابات والقانون الجنائي.
ويشار إلى أن منطقة السلوقية تتواجد غرب مدينة طنجة بحوالي 14 كلم، بموقع استراتيجي هام ، يطل على الواجهتين الأطلسية والمتوسطية، كما تنفرد بارتفاعات جبلية تتراوح ما بين 200 إلى 326 متر، وتتميز بكون ثلثي مساحتها ما تزال على طبيعتها الأصلية العذراء، إذ يوجد بها منتزه طبيعي هام يسمى ب”رأس سبارتيل ” يجمع بين “جبل السلوقية” 326 متر و” جبل الراندا ” 315 متر، فضلا عن غنى فرشتها المائية المؤثر في ثراء غطاها النباتي والحيواني.
أمل عكاشة