افتتح فضاء عرض ذاكرة ابن بطوطة ببرج النعام (المدينة العتيقة لطنجة) أبوابه، أمس الخميس، بمناسبة تكريم هذه الشخصية الطنجاوية الأسطورية.
وقد تم ترميم وتأهيل هذا الموقع التاريخي، الذي كان مهملا وفي حالة مزرية، سنة 2021 من قبل شركة إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة، في إطار برنامج ترميم وإعادة تأهيل المدينة العتيقة بطنجة (2024-2020)، الذي هو ثمرة الرعاية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للحفاظ على المآثر التاريخية والموروث الثقافي لعاصمة البوغاز.
وسيساهم هذا الفضاء في إغناء العرض السياحي والثقافي لمدينة طنجة والرفع من جاذبيتها على الصعيدين الوطني والدولي.
وأوضح محمد أوعناية، الرئيس المدير العام لشركة إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة، أن “هذا الفضاء مخصص لعرض ذاكرة ابن بطوطة، هذا الرحالة الكبير الذي جاب العالم، والذي من خلاله نحكي أيضا تاريخ المغرب”، مسجلا أن هذا المشروع الذي خصص له غلاف مالي إجمالي يناهز 15 مليون درهم (تشمل أشغال الترميم وإعادة التأهيل السينوغرافي)، يندرج في إطار برنامج ترميم وإعادة تأهيل المدينة العتيقة لطنجة ، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومشروع إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة.
وأضاف أن هذا الفضاء سيساهم، من دون أدنى شك، في تعزيز الجاذبية السياحية لمدينة طنجة، و بجعلها تحتل مكانة متميزة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط و على الصعيد الدولي، لاسيما في مجال السياحة.
من جهته، أبرز إدريس بنعباد، مدير شركة إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة، أن من شأن فضاء العرض هذا إيلاء مكانة متميزة للشخصية ذائعة الصيت ابن بطوطة، الرحالة والمستكشف الكبير، والدبلوماسي ورجل الدين الذي دامت رحلاته عبر العالم أزيد من 29 سنة (بين سنتي 1329 و1354)، وقطع أزيد من 100 ألف كيلمومتر، زار خلالها 38 دولة.
وتابع أن الفضاء يضم أيضا العديد من القاعات التي تتيح للزوار اكتشاف السيرة الذاتية لابن بطوطة وخرائط السفر وكتب هذا الرحالة، بالإضافة إلى الشخصيات التي التقى بها ووسائل النقل المستعملة (الإبل والخيول والقوارب والعربات وأدوات الملاحة).
من جهته، أكد محمد الجتاري، عالم آثار، أن هذا المشروع هم بالخصوص الحفاظ وترميم جميع مكونات هذا الموقع التاريخي، لاسيما أن هذا الموقع المخصص للعرض يروم تسليط الضوء على رحلة ابن بطوطة والنهوض بالتراث الثقافي والحضاري للمغرب.
وقام كل من بنك المغرب ومؤسسة عبد الهادي التازي بوضع تحف أثرية وتاريخية رهن إشارة هذا الفضاء، ما سيمكن من إغنائه.
وجرى هذا الحفل بحضور، على الخصوص، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، والكاتب العام لولاية الجهة، وعمدة طنجة والمندوب الإقليمي للسياحة بطنجة، والقنصل العام لفرنسا بطنجة، فضلا عن العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية والثقافية .
يذكر أن برنامج ترميم وإعادة تأهيل المدينة العتيقة لطنجة يروم تعزيز وتثمين التراث المادي واللامادي للمدينة العتيقة لطنجة من خلال ترميم مآثرها التاريخية، وإعادة تأهيل نسيجها العمراني، وتحسين حركة السير والجولان، وتعزيز وخلق فرص الشغل للشباب والحرفيين ومهنيي قطاع السياحة.