بعض مضي أسبوع على إعادة فتح المجال الجوي الوطني، يبدو جليا أن الرحلات الجوية من وإلى المملكة استعادت وتيرتها المعتادة، مؤكدة بذلك الأهمية التي تحظى بها وجهة المغرب بالنسبة لشركات النقل الجوي.
ويبعث استئناف الرحلات الجوية، الذي طال انتظاره بعد أزيد من شهرين من الإغلاق إشارات قوية إلى الفاعلين السياحيين، الذين يعتقدون أن تعزيز الربط بالأسواق المصدرة يمكن أن يساهم بجلاء في إنعاش التدفقات السياحية نحو المملكة.
وتأتي هذه العملية أيضا لتبدد وتزيل الشكوك بشأن الاعتزام المحتمل لبعض شركات النقل الجوي إلغاء رحلاتها تجاه المغرب، وهي مزاعم لا أساس لها كانت موضوع توضيح من قبل السلطات الوصية.
وكان وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، قد أكد أن سلطات الطيران المدني بالمغرب لم تتوصل بأي إشعار بشأن الاعتزام المحتمل لبعض الشركات الدولية ذات التكلفة المنخفضة إلغاء رحلاتها تجاه المملكة”.
ووعيا منها بأهمية وجهة المغرب، سارعت شركات النقل الجوي إلى تعبئة طائراتها ووضع برامج رحلات مكثفة للاستجابة للطلبات المعبر منها من قبل فئات مختلفة من الزبناء، سواء السائحين المغاربة المقيمين بالخارج، أو المغاربة العالقين بالخارج.
من جهتها، أعلنت شركة العربية للطيران عن استئناف رحلاتها الدولية من وإلى وجهة المغرب ابتداء من 7 فبراير. ويتضمن برنامج الرحلات الجوية للشركة رحلات مباشرة انطلاقا من العديد من المدن المغربية نحو 50 وجهة بأوروبا.
من جانبها، أعلنت شركة (توي فلاي) عن استئناف برنامجها الكامل ل 15 وجهة ستؤمن انطلاقا من مطارات ليل وباريس أورلي وبوردو وميتز، نحو 8 مطارات مغربية، أي ما مجموعه 33 رحلة أسبوعية.
بدورها، راهنت شركة الطيران ذات التكلفة المنخفضة (ترانسافيا فرنسا) بقوة على السوق المغربي، بالرفع بنسبة 40 في المائة من عرضها الموجه للمغرب خلال هذا الصيف، مقارنة بسنة 2019.
ويتضمن عرض (ترانسافيا) حوالي 600 ألف مقعد خلال هذا الصيف. كما تمت إعادة برمجة الرحلات الجوية في اتجاه مدينتي فاس ووجدة انطلاقا من نانت الفرنسية، اللتين كانت مبرمجتين في متم السنة الماضية، اعتبارا من 3 ماي المقبل.
وعلى إثر قرار إعادة فتح المجال الجوي، الذي حظي بإشادة واسعة من قبل الفاعلين السياحيين، جرت سلسلة من اللقاءات بمبادرة من المكتب الوطني المغربي للسياحة مع متعهدي الرحلات وشركات النقل الجوي من أجل مواكبة الاستئناف الوشيك للرحلات السياحية تجاه المملكة.
وقد انعكست هذه الجهود إيجابا على القطاع الذي يتسم حاليا بالتنوع من حيث الفاعلين تلبية لمتطلبات مختلف شرائح الزبناء، ما يسهم في تعزيز الربط الدولي للمملكة وتعزيز موقعها كوجهة سياحية متميزة.