شكل افتتاح دار الطالبة بجماعة القصر الصغير تحولا جذريا في مسار تمدرس الفتاة القروية على مستوى إقليم الفحص أنجرة.
فقد ساعدت هذه المؤسسة الاجتماعية، التي تم تشييدها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تلميذات القرى المجاورة لمركز القصر الصغير على استكمال دراستهن في المستويات الإعدادية والتأهيلية، وتجاوز عائق بعد المسافة بين المؤسسات التعليمية والتجمعات السكانية.
خلال الموسم الدراسي 2021 – 2022، تستفيد من دار الطالبة القصر الصغير أزيد من 80 فتاة، تحدوهن عزيمة التميز ونحت مسار دراسي باهر بين جبال غرب الريف، يتوج بالحصول على شواهد ودبلومات عليا تساعدهن على الانطلاق في مسار مهني في أفق أحلامهن.
وأبرز رئيس جمعية الرعاية الاجتماعية دار الطالبة القصر الصغير، المختار اللغميش، أن الدار، التي افتتحت سنة 2010، تستقطب تلميذات من مختلف القرى المجاورة، وتوفر خدمات الإطعام والإيواء وأيضا نقل المستفيدات إلى منازلهن، موضحا أن هذه المؤسسة تعتبر “متميزة” بفضل تفاني إدارتها وأطرها وأيضا بفضل المستوى الجيد للخدمات المقدمة والمتابعة المتواصلة لسلطات العمالة وأطر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وعن الأثر الاجتماعي لهذه المؤسسة، أشار رئيس الجمعية المسيرة للدار الى أن الفتاة القروية كانت في الماضي محرومة من القدرة على مواصلة الدراسة بسبب تشتت التجمعات السكانية وبعد المؤسسات الدراسية عن المراكز السكانية، لكن دار الطالبة مكنت من تجاوز هذه المعضلة، علما أن بعض المستفيدات يقطن في قرى تبعد بأزيد من 25 كلم عن المؤسسات التعليمية الإعدادية والتأهيلية بالقصر الصغير، مبرزا أن الجمعية تعتمد في تحديد لائحة المستفيدات على معايير موضوعية تتعلق أساسا بالهشاشة الاجتماعية واليتم.
بالإضافة إلى الإيواء والإطعام، اللذين يعتبران محور الخدمات المقدمة بهذه المؤسسة، انفتحت الإدارة على خدمات أخرى تساعد التلميذات على الرفع من مستوى التحصيل الدراسي وصقل مواهبهن الفنية والثقافية والتقنية، وأيضا تكوين شخصية ريادية تساعدهن على مجابهة متطلبات الحياة.
بفضل الأطر الإدارية والتربوية المتطوعة بدار الطالبة، تستفيد النزيلات من أنشطة الدعم والتقوية الدراسية والتنشيط الثقافي والفني عبر تنظيم ندوات فكرية وأمسيات ثقافية ودروس في الموسيقى والإعلاميات، والحرص على التكوين المتواصل للأطر المشرفة على إدارة الدار.
في هذا السياق، أوضح المختار اللغميش أن بعض المستفيدات من دار الطالبة حققن نتائج دراسية واعدة، بل ويأتين من بين الأوائل على مستوى عمالة الفحص-أنجرة وأكاديمية التربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، مشيدا بتضافر جهود مختلف الشركاء، خاصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي واصلت الدعم والمواكبة بالرغم من ظروف الجائحة، وذلك لإنجاح أدوار هذه المؤسسة وتحقيق أهدافها وجعلها منارة لتمكين الفتيات القرويات.
بالفعل، فقد شكلت دار الطالبة بالقصر الصغير، منذ افتتاحها قبل أزيد من عقد من الزمن ، منارة علم ومعرفة، أنارت طريق المئات من الفتيات القرويات اللواتي بصمن على مسار دراسي ومهني واعد ومتميز ، مكنهن من إحداث التغيير المنشود على مستوى إقليم الفحص أنجرة.