تعتبر “البيصارة” من أكثر الوجبات التي يكثر الطلب عليها في المواسم الباردة، خاصة في المناطق الجبلية حيث الطقس البارد، اعتبارا لكون مكوناتها لها مفعول جيد في مقاومة البرودة، فمما تتكون البيصارة؟
أكلة “البيصارة” غذاء دأب على تناوله سكان الجبال سواء في الشمال أو في الوسط وحتى في مناطق الجنوب “سوس”، فالإقبال عليها يدخل ضمن الوجبات الأساس لجل العائلات، بدون استثناء بغض النظر عن المركز الاجتماعي، إذ أنها تعتبر الأكلة الرئيسية للسكان ذوي الحاجة والهشاشة لما لها من فائدة في سد رمق الجوع ولكون تحضيرها واقتنائها في متناول الشرائح الاجتماعية التي تشكو العوز.
أما بخصوص مكوناتها وتحضيرها، فتعتمد بالأساس على حبات “الجلبان أو الفول” اليابسين مع قليل من “الثوم” وبعض التوابل منها الفلفل الحار والكمون والزيوت “البلدية” كزيت الزيتون بنوعيها كما هو متعارف عليه في أوساط المجتمع المغربي، ومن بين خصائص تحضيرها المدة الزمنية والنار الهادئة.
تلكم هي المكونات الأساس لتحضير هذه الأكلة الشعبية والملاحظ أنها لم تبقا مقصورة كأكلة بالنسبة لسكان الجبال، بل أضحت كوجبة معروفة على مستوى العديد من المدن الشمالية الكبرى كطنجة، تطوان، العرائش، القصر الكبير وشفشاون، فضلا عن بقائها كوجبة رسمية عند سكان كل من القبائل الجبلية ك “بني عروس، بني كرفط، غمارة، قصر أبجير” وغيرها من القبائل الشمالية.
وللإشارة فإن وجبة “البيصارة” أضحت من الوجبات التي تقدم للضيوف قبل تناول طعام الإفطار في الصباح الباكر وهذه العادة معروفة، إذ ما زالت سائدة إلى يومنا هذا في قبيلة بني عروس بمناسبة الموسم السنوي لذكرى الولي الصالح؛ مولاي عبد السلام بن مشيش وكذا في المناطق الجنوبية كمدينة “تارودانت” وأكادير”.
ما يمكننا قوله هو أن البيصارة أكلة رسمية في متناول الشرائح الفقيرة، اعتبارا لثمنها البخس والذي لا يتجاوز الستة دراهم في معظم الأحوال، تكون مرفوقة بخبز أو بصل كما هو الحال في مدن كشفشاون أو القصر الكبير، ف”البيصارة” يمكن اعتبارها كأكلة شعبية منافعها كثيرة، خاصة في المواسم الباردة، فضلا عن ثمنها الزهيد.
فلتحيا البيصارة، المساند الرسمي للفئات الفقيرة والهشة.