تاريخ مدينة طنجة حافل بالأحداث والوقائع التي لها ارتباط وثيق بخصوص جرائم السرقة، فمدينة البوغاز لها صيت واسع عند مشاهير سرقات البنوك، فمنذ عهدها الدولي، كانت السلطات آنذاك تمنح للعدد الكبير من اللصوص الدوليين وضعا اعتباريا خاصا كيفما كانت سِيَرهم القضائية أو طيشهم الإجرامي. فما تشهده مدينة البوغاز من سرقات على مستوى الوكالات البنكية أو الشاحنات المكلفة بنقل الأموال، ما هو إلا انعكاس للماضي وكأن الحكمة تقول “المياه غير الصافية تكون دائما مصدراً لجلب العديد من الأسماك” وهذه الأسماك منها من تعيش حياتها بدون ضغوط ومنها من تقع، لأول وهلة، في شباك الصيادين.
الفرنسي “فرنسوا بيس”، الذائع الصيت، عند محترفي اللصوصية، هذا الماهر في جرائم السرقة الدولية، تمكن من سرقة العديد من البنوك في فرنسا وأصبح أشهر لص مطلوب في أوروبا والعالم، لكن شهرته هذه ازدادت بشكل أكبر، عندما تمكن من الفرار في كل مرة من قبضة الشرطة الدولية “الإنتربول” حتى لقب بـ “ملك الهروب”.
في عقد الثمانينيات اختفى “فرنسوا” لحوالي 15 سنة، في وقت ظن الجميع أنه قتل، لكن سرعان ما اكتشف الأمن المحلي للمدينة وبتضافر الجهود مع البوليس الدولي “الإنتربول” أمر هذا الهارب الذي تم اعتقاله بأحد مطاعم طنجة سنة 1994 وإيداعه بالسجن المحلي.
واختار “ملك الهروب” الذي انتحل اسما صوريا مختلفا عن اسمه الحقيقي، أن يستقر بطنجة بشكل نهائي، اعتبارا لكونه مَلّ من المطاردات القانونية له على مستوى مختلف الدول الأوروبية، قبل أن تنتهي قصته بمدينة طنجة، بعد سلسلة هروب هوليودية.