الخرافة كخبر أو اُقصوصة، هي عبارة عن أحداث ووقائع عارية من الصحة، فهي ليست باليقين إطلاقا ولا أسس علمية لها، لكنها تجد ضالّتها في المجتمع المغربي واستطاعت أن تغزو فكر وعقل كل الشرائح المجتمعية.
والخرافة كظاهرة تصيب أهدافا معينة من المجتمع لعدة اعتبارات منها: الفراغ العقدي والإيماني، الأمية والجهل، فضلا عن البيئة البعيدة عن الثقافة، تلكم بعض العناصر التي تُعَدُّ بحق الحاضِنة الأساس لهذا النوع من الفكر الخرافي وهي بيئة تفتقر إلى القواعد التربوية السليمة وعليه سنسوق أمثلة للفكر الخرافي الذي لا زال راسخا في أذهان المجتمع المغربي.
“المَغرفة والتابعة”:
لها ارتباط بكل فتاة بلغت سن الثلاثين ولم تتزوج بعد والمفسرون لهذه الخرافة يدعون أن الفتاة قد تعرضت “للتابعة” بقولهم “هادي مْضروبة بْمغرْفة” الأمر الذي ترتب عنه عدم زواجها وهذا يجعل الفتيات يتشاءمن من “المغرفة” اعتبارا لكونها السبب الأساس في عنوستهن.
“ذبيحة وحليب”:
خرافة منتشرة كالنار في الهشيم، إذ لا يمكن لأي مواطن أن ينتقل لمسكن جديد إلا ويقوم بتدشين محلّه بسكب الحليب أو ماء الزّهر أو ربما ذبح بقرة بالنسبة للأغنياء، لكونهم يؤمنون بالذبيحة قبل أن تطأ أرجلهم سكنا جديدا أما بالنسبة إلى الفقراء ف”الحليب” و”ماء الزّهر” كافية لطرد النحس وجلب اليُمن والبرَكات.
“حك إيديك تربح”:
هذا مؤشر مستقبلي يدل على أن من قام بهذه الحركة، فهو مُقبل على الحصول على ثروة مالية كبيرة.
“ما تْكُبْش لْمَا سْخون في الليل”:
هذا الأمر له دلالة خاصة عند المغاربة، فالكثير منهم يخافون دخول الحمّام ليلا، مخافة التقاء «الجّنونْ» أو أرواح شريرة تسكن المكان، بينما فئة أخرى لا تستطيع حتى غسل الأواني بالماء السّاخن ليلا، مخافة «حرق جنيّ» يسكن البالوعات أو مجاري المياه.
“ممنوع الصفير”:
الصّفير يعني “نذير شُوم” وأنّ البيت سيفقد بركاته وخيراته وسيصبح خاليا في أقرب وقت.
المجتمع المغربي مليء بالنماذج الخرافية إلى درجة الاعتقاد، حيث من العسير جدا محاولة إقناعه بأن ذلك يعتبر ضرباً من الخيال ليس إلا، بل الأمر قد يتطور أحيانا إلى مُعاداتك إن حاولت إقناع الآخر بأن ما يؤمن به هو جزء من الخيال وفكر لا أساس له من الصحة.