عاشت مدينة أصيلة، على امتداد فصلين سنويين، أطوار موسمها الثقافي الدولي في نسخته الثانية والأربعين، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة والتواصل وجماعة أصيلة.
الموسم الثقافي لهذه السنة تميز بغنى وتنوع برامجه ومحتوياته، إذ توزع على دورتين، الأولى صيفية، جرت من 25 يونيو إلى 3 يوليوز الماضي وخصصت للفنون التشكيلية، بمشاركة إحدى عشر فنانا تشكيليا.
وعرفت الدورة الصيفية تنظيم عدة فعاليات، كان أبرزها مشغل للصباغة على الجداريات، معرض “ربيعيات 2021” ومعرض أعمال مشغل أطفال الموسم، فضلا عن معرض الفنانين الزيلايشيين للشباب وأيضا ورشة “الإبداع الأدبي” التي أشرف عليها الأستاذ الشاعر أحمد العمراوي، لفائدة تلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية بالمدينة.
أما الدورة الخريفية، الممتدة من 29 أكتوبر إلى 18 من نونبر الجاري، فقد عرفت حضورا عربيا وأفريقيا ودوليا، معززا بفعاليات فنية وندوات ثقافية، بمشاركة شعراء وباحثين ومفكرين وصناع قرار.
وشهدت أصيلة، على وقع الدورة الخريفية للموسم الثقافي، ندوة افتتاحية تحت عنوان “المغرب العربي والساحل: شراكة حتمية؟”، تلتها مجموعة ندوات تناولت مواضيع متنوعة غاية في الراهنية والأهمية؛ تمحورت حول مواضيع من قبيل “أي مستقبل للديمقراطية الانتخابية؟” و”العرب والتحولات الإقليمية والدولية الجديدة: العروبة إلى أين؟” إلى جانب ندوة تحت عنوان “الشيخ زايد: رؤية القائد المتبصر”.
وكان الموسم أيضا، مناسبة لتكريم الإعلامي المغربي محمد البريني. وقبل إسدال الستار على فعاليات الموسم، نُظم لقاء شعري بعنوان “لغة الشعر العربي اليوم” بتنسيق الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين.
ويذكر أن الدورة الخريفية صوحبت بفعاليات فنية، نذكر منها ورشة للصباغة وأخرى للحفر، إضافة إلى ورشات في الكتابة وإبداع الطفل.. إلى جانب معرض للفنان التشكيلي المغربي الأسباني “خالد البكاي” ذي الصيت الدولي.
كما يجدر التنويه، بأن برمجة هذه السنة حافظت على وفائها للطابع التثقيفي التنموي في كل ما له امتداد على واقع ومستقبل العرب والقارة الافريقية، متبنَية في ذلك مقاربة جنوب ـ جنوب، المؤسس على طموح الانفتاح والتشارك، بما يتيح من تقارب وجهات النظر وتصويب الجهود وتوحيدها.
وفي الختام، نشير إلى أن الموسم الثقافي الدولي لمدينة أصيلة، يحمل وقعا إيجابيا كبيرا على المدينة وسكانها، بما يساهم في رواج اقتصادي محلي وإشعاع ثقافي قاري ودولي.