على إثر انتهاء الأوراش الكبرى التي عرفتها كافة هياكل المدينة العتيقة بمدينة طنجة، انطلاقا من إعادة ترميم عدد من المنشآت، مرورا بإعادة تأهيل قنوات الصرف الصحي الرئيسية على مستوى الطرق والمحاور الكبرى التي تربط شمال المدينة بجنوبها وشرقها بغربها في نسق معماري أعاد الحيوية والنشاط لهذا الإرث الحضاري، الذي يعتبر جزء أساسيا من منظومة تعميرية استرجعت هوية المدينة القديمة التي ما فَتِئت تنهار بفعل الإهمال الذي طال جل معالمها وأحيائها وكذا نشاطها الاقتصادي، هذا فضلا عن إعادة تغيير واجهات محلات نشاطها التجاري.
وبمناسبة هذه التهيئة، التي سهر على تنزيلها وتفعيلها والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، قررت مدينة طنجة وتتويجا لهذا العمل التأهيلي الرائع للمدينة العتيقة إقامة مهرجان ثقافي وفني أطلق عليه اسم “طنجة فراجة”.
وشهدت مجموعة من الفضاءات والساحات العمومية التي تُؤثث وسط المدينة، بعضاً من العروض والأنشطة الفنية والثقافية التي سهر على تنظيمها عدد من الجمعيات المحلية التي لها اهتمام بالمجال الفني، فضلا عن عدد من التعاونيات، بتنسيق ودعم من لدن السلطات الجهوية والمديرية الجهوية للثقافة.
في إطار هذه التظاهرة سيتابع سكان ومرتادو هذه المدينة حصص من الفرجة نهاية الأسبوع الأخير من كل شهر تمتد لساعتين، انطلاقا من الساعة الخامسة مساء الى الساعة السابعة، تتخللها عروض مسرحية، ومقاطع موسيقية، وحكواتية، فضلا عن عروض في مجال الرسم وفن الكاريكاتور، والألعاب البهلوانية والاستعراضية.
وقد أعلن منظمو “طنجة فراجة” بأن جميع الساحات المؤثثة لفضاء المدينة العتيقة ستشهد نهاية كل أسبوع من الشهر؛ أنشطة ثقافية وفنية وترفيهية تخليدا لذكرى إنهاء الأوراش التي انتقلت من درجة اللامبالاة والإهمال إلى درجة الحيوية والنشاط، واستعادة المدينة لهُويتها ودورها الحضاري والثقافي.
وتنزيلا للوعود المقدمة من طرف المنظمين والمنسقين، فقد ضربت هذه التظاهرة لسكان المدينة العتيقة بطنجة ومرتديها موعداً، بين الساعتين الخامسة والسابعة من يومي السبت والأحد الماضيين، مع عروض حكواتية وموسيقية ومسرحية وورشات فنية في الكاريكاتور والرسم، هذا فضلا عن عروض وألعاب استعراضية متعددة.
وعرف برنامج يوم السبت 30 أكتوبر عرض “البرزخ” مع الحكواتي أحمد سعيد البنكي بساحة الطابور (القصبة)، وعرض أكروبات طنجة بإدارة سناء الكموني بساحة المشور (القصبة)، وعرضا مع الرسام الساخر عبد الغني الدهدوه بساحة برج سلام، ثم حفل موسيقي من التراث الكناوي مع مجموعة دار كناوة برئاسة المعلم عبد الله الكورد بساحة سوق الداخل.
بينما ضم برنامج يوم الأحد 31 أكتوبر عرضا لألعاب السيرك بقراءة زجلية لتعاونية “ممكن” بإدارة أيوب اللهلوه بساحة باب العصا، وأوراش الرسم والصباغة مع معرض لجمعية طنجة للفنون التشكيلية تحت إدارة أحمد الصغير بساحة باب الديوانة القديمة، وحفل موسيقي مع المجموعة الغيوانية “تروبادور” برئاسة حميد الدولاري بساحة دار الدباغ، وعرض كراووكي في حلة المانغا بجمعية تنين طنجة برئاسة سليم الغرودي بساحة 9 أبريل.