يرجع تاريخ مدينة تطوان إلى 40 عاما قبل الميلاد، غير أن طابعها الأندلسي الموريسكي لا زال يطبع المدينة، وفيها من المعالم ما يجعل كل حضارة تنبعث من ماضيها
للحمامة البيضاء آثار ومعالم تحكي وتروي قصصا للتاريخ وتتناقلها الألسن في المدينة، لهذه الأخيرة سبعة أبواب لا زالت شامخة على الرغم من توالي الأعوام. يقول المرحوم محمد بن عزوز حكيم، مؤرخ تطواني، إن باب العقلة “أنشئت في الفترة الموافقة للنصف الأول من القرن 16 ميلادي، ذات مدخل مباشر، واجهتها الخارجية تجسد تخطيطا متدرجا على شاكلة الأبواب الموحدية والمرينية”.
وبخصوص تسميتها، قال عبد السلام بن أحمد السكيرج، في كتابه “نزهة الإخوان في أخبار تطوان” أن التفاسير قد تضاربت حول باب العقلة، “فهناك من أرجعه إلى الأساطير العربية القديمة، وهناك من اختصر الأمر في إرجاعه للمهندس الذي شيدها، فيما رجح آخرون أن يكون الإسم قد أخذ من الحي الذي شيدت بجواره والذي يحمل الاسم ذاته”، بينما يرى بعض المهتمين أن الاسم إنما هو تحريف لكلمة العقلاء، ومنها جاءت كلمة عقلة وفق زعمهم.
ويضيف المصدر ذاته أن “الإسبان قد أعطوا لها اسما آخر إبان دخولهم الأول إلى تطوان (1860 ــ 1862)، حيث أطلقوا عليها اسم puerta de reina، أي “باب الملكة”، كناية على الملكة “إيزابيلا الثانية”، مؤكدا أن “هذه الباب حظيت بأهمية كبيرة، لإشرافها على طريقين هامين، الطريق المتجهة إلى المرسى، ثم الطريق المتجهة نحو مدينة سبتة المحتلة”، علاوة على “إشرافها على أراض زراعية شاسعة تمتد على الشريط السهلي بين المدينة وساحل مرتيل، لذلك تم تحصينها ببرج مدفعي (الاستقالة)، على يسار الداخل منها”.