جاء من أفركط بكلميم، إلى الرباط ليستفسر عن وضعه المهني، فبات ليلته الأولى بالسجن، من مجموع 740 ليلة قضت عليه بها محكمة العاصمة، معززة بغرامة مليون سنتيم بالتمام والكمال.
الأمر يتعلق بالسيد سعيد أبي علين، إمام مشرف على مدرسة الرحمة العتيقة ببلدته ، صاحب كتاب “المساجد بالمغرب، رؤية من الداخل” وهو من حملة الشهادات العليا، وكانت وزارة الأوقاف فد أنهت جميع المهام التي كان يضطلع بها بسبب اتهامه بتحريض الأئمة على العمل النقابي ليقرر التوجه إلى الرباط و “المزاوكة” بباب منزل الوزير التوفيق، وفقه الله، عله يظفر بلقائه والحديث إليه، فكان حظه أن “تكفل” به رجال “أشداء” ليجد نفسه وراء القضبان ولمدة سنتين كاملتين وغرامة ثقيلة عليه أن يسددها قبل أن يعانق الحرية إذا كتب الله له الإفلات من يد سيدنا عزرائيل عليه السلام !
الفقيه ربما تصور نفسه بطلا من أبطال النضال ، قادرا على أن يلعب دور المناضل من أجل الأئمة والقائمين على التعليم العتيق، ولربما أنه نسي أن هذا “الضومين” محصنٌ بمذهب الإمام مالك بن أنس، والطريقة السنية الأشعرية لصاحبها أبي الحسن الأشعري، وحصون أخرى، وأنه كان عليه أن “يدخل سوق رأسه” ليضمن سلامة عقله وقلبه وبدنه، وأن يذكر دوما تحذير السلف للخلف: إياكم والنار، والبحر، والسلطان…… !
عزيز كنوني