شكلت جهة الشمال أول مرحلة بالجولة الجهوية التي تنظمها الكونفدرالية الوطنية للسياحة. أتاح هذا الاجتماع المنظم من طرف المجلس الجهوي لسياحة وممثلي الجمعيات المهنية الجهوية الفرصة أمام السيد رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة ، حميد بن الطاهر ونائبه هشام المحمدي العلوي لتبادل وجهات النظر مع العديد من ممثلي المهنة السياحية بالجهة. ويتلخص الهدف المتوخى من هذه الاجتماعات في السعي إلى خلق تواصل فعال مع فاعلي القطاع بالجهة، وتبادل الآراء معهم حول الإشكاليات المستعصية، و كذا مباشرة التفكير حول إيجاد السبل الكفيلة للخروج من الأزمة التي يعاني القطاع.
وقد عبر الرئيس الجديد للكونفدرالية الوطنية للسياحة عن استعداده للعب دوره كناطق رسمي باسم الفاعلين والدفاع عن مصالحهم، مستغلا هذه المناسبة لاستعراض أهم المحاور الرئيسية المعتمدة من طرف المجلس الإداري، والتي تشكل بالفعل الهدف الأسمى الذي سيعمل على بلورته خلال توليه لهذا المنصب، وهو الهدف الذي اختزله في محاور ثلاث، وهي: البناء المشترك، التنافسية والاستدامة.
بنفس المناسبة، صرحت السيدة رقية العلوي، رئيسة المجلس الجهوي للسياحة لجهة طنجة-تطوان الحسيمة قائلة:”نجاح المكتب الجديد للكونفدرالية الوطنية للسياحة هو نجاحنا جميعا كفاعلين سياحيين. نحن واثقون على أن السيد حميد بن الطاهر، رجل التوافق والاستماع، سيتمكن، بمعية هشام المحمدي العلمي، من توحيد
كلمة قطاعنا المُطالب بأن يكون صوته مسموعا وذات مصداقية لدى الفاعلين الوطنيين.”
خلال هذا الاجتماع، استعرض المجلس الجهوي للسياحة لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة كافة الإجراءات المتخذة من طرف مكتبه، عبر تقسيمها حسب أوليات للكونفدرالية الوطنية للسياحة. من بين أهم الإجراءات المقدمة هناك إطلاق العلامة السياحية “شمال”، تطوير المنظومة الرقمية، تعزيز أدوات الترويج الوثائقي والسمعي البصري، إلى جانب مختلف الحملات التواصلية المنجزة قبل وخلال فترة الجائحة.
بعد ذلك، جاء دور الفاعلين الحاضرين لإطلاع الرئاسة الجديدة للكونفدرالية الوطنية للسياحة على مؤهلات وواقع جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، التي تواجه صعوبات جمة، حقيقية وشائكة. وقد دار النقاش بين مختلف المتدخلين حول المواضيع الأربعة (4) الرئيسية التالية:
النقل البحري
إنطلاقا من المكانة المتميزة التي يحظى بها لكونه الرئة الاقتصادية لمدينة طنجة، احتكر النقل البحري حيزا كبيرا من النقاش خلال هذا الاجتماع. وقد عبر مختلف الممثلين عن ضرورة الإسراع في فتح المسار البحري طنجة المدينة-طريفة، و توسيع ربط ميناء طنجة المدينة بمختلف الوجهات على غرارالجزيرة الخضراء. ومن بين باقي النقط التي تم تدارسها، هناك الإشكاليات التي تعيق التوسعات من هذا الشكل، كالتكاليف، القدرات الاستيعابية كذا الفاعلين و الادارات المعنيين بهذا الصنف من الأوراش. في نفس الصدد، طلب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة من الحضور تعزيز مطالبهم بأرقام محددة كي يتسنى له رفع هذا الملف الهام إلى صناع القرار الوطنيين انطلاقا من دوره كناطق للفاعلين السياحيين.
الموسمية
الموسمية موضوع يؤرق بال جزء كبير من الفاعلين السياحيين بالجهة، لارتباطه الوثيق بالعديد من باقي الأوراش المهيكلة كالنقل الجوي، المنتوج، الأنشطة المقترحة ومؤهلات الوجهات خارج فترات العطل والاصطياف. وبعد مناقشة مستفيضة للموضوع، تقرر إحداث لجنة خاصة يعهد إليها بالتنسيق وخلق تجانس ما بين العمل المحلي، تحت إشراف الفاعلين الجهويين، والعمل الوطني، الذي يشرف على تنسيقه وتيسيره رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة.
الرقمنة
فيما يخص الشق الرقمي، عبر كل من رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة ونائبه، عن اهتمامهم البالغ وإعجابهم بمنجزات جهة طنجة-تطوان-الحسيمة في هذا الإطار، ولاسيما من حيث إحداث المنظومة الرقمية الجهوية، التي اكتسبت شهرة دولية في ظرف جد وجيز. كما عبرا عن رغبتهما في تقاسم التجارب والخبرات الرقمية مع كافة الفاعلين الوطنيين المعنيين بترويج المنتوج السياحي، للاستفادة من أفضل الممارسات واعتماد الجهة مثالا يحتذى به في مجال الرقمنة.
التكوين
أما فيما يتعلق بشق التكوين، فقد أعلن رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة عن نيته فتح باب الانخراط في الكنفدرالية لمؤسسات التكوين التي تضم الشعب السياحية. وينبثق ذلك من السعي إلى الارتقاء بالتكوين وجعله في قلب مقاربة الكونفدرالية الوطنية للسياحة، وبالتالي تسريع العمل حول مستقبل التكوين و التكوين المستمر، والحرص على رقمنته، بشراكة مع القطاع الخاص.
في الختام، ذكر المشاركون بأهمية العمل على بلورة وتعزيز إجراءات ومبادرات دعم القطاع (دعم التشغيل، الجانب الضريبي، تأجيل سداد الديون البنكية…)، وخاصة في ظل السياق الحالي، حيث لازالت التدابير الاحترازية تشكل عائقا أمام السير العادي للنشاط السياحي، في الوقت الذي يعرف فيه المغرب توافد عدد جد محدود من السياح الأجانب. كما أشار المشاركون إلى أهمية إصدار شيكات العطل، والتي شكلت واحدة من المواضيع التي تم التطرق إليها، كوسيلة لتشجيع السياحة المحلية ومكافحة القطاع الغير مهيكل والعشوائية.