انتقل حضور المرأة المغربية بالبرلمان، من نائبتين، في انتخابات 1993، إلى 81 نائبة، بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، سنة 2016. وبالرغم من أن الحضور النسائي بالبرلمان يدخل في إطار “التمييز الإيجابي، الذي خصص للنساء 60 مقعدا لمرشحات الأحزاب الوطنية ، من أصل 395 بمجلس النواب، إلا أن البرلمانيات المغربيات ،أظهرن كفاءة عالية في مشاركاتهن سواء داخل اللجان حيث تتم دراسة مشاريع القوانين أو خلال الجلسات العامة، حيث تتم مناقشة الأداء الحكومي ومختلف القضايا الكبرى التي تهم حاضر ومستقبل البلاد.
الرفع من التمثيلية النسائية بالبرلمان وبالمجالس المحلية والجهوية يبرز أهعمية النضال الذي تخوضه المرأة المغربية في هذا المسار، ويترجم توجه المغرب نحو تعزيز تمثيل المرأة ، وتحقيق مشاركة نوعية وازنة لها في الحياة السياسية على مختلف المستويات النيابية، عبر التطوير المستمر للآلية التشريعية المتصلة بالتمثيل النسائي داخل المؤسسات النيابية محليا وجهويا ووطنيا، بعد أن ارتفع تمثيل النساء في البلديات والجماعات والجهات ـ
حقيقة أن طموح النساء إلى تحقيق المناصفة والمساواة في الحقوق والواجبات، طموحٌ قائم ومستمر، ولكن ما أنجز في هذا المجال يحفز على الاستمرار على هذا النهج، ما دامت الإرادة السياسية موجودة، ومعبر عنها سواء من طرف السلطات الوطنية أوالأحزاب السياسية.
وفي هذا الإطار يجدر التنويه بمرشاحات بعض الأحزاب السياسية للانتخابات لعامة المقبلة، وبالخصوص السيدة مريم بنخويا، مرشحة فيدرالية اليسار الديمقراطي في دائرة “الرباط المحيط” التي ستواجه فيها مرشحا ممن يوصفون بذوي “الوزن الثقيل” !.
أتدرون من المقصود بهذا الوصف المرعب، انتخابيا، إنه، فقط، رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني. واللطيف في الأمر، أن كلا من مرشحة اليسار الديمقراطي الموحد وحزب “العدالة والتنمية“، ينتميان إلى اتجاهين “متعارضين” إيديولوجيا، فالأولى تمثل مشروعا يساريا متكاملا، والثاني يرافع لصالح مشروع قائم على خلفية دينية معروفة بمواقفها اتجاه المرأة ، وبنظرتها المتحجرة إلى المشاركة النسائية في الحياة العامة، بالرغم من بعض “الانفراج” في الرؤية الإسلامية-السياسية، فرضتها ظروف الاحتكاك بالحياة العامة وبالأوضاع الجديدة لواقع الحضور النسائي في المغرب الحديث.
وفي تصريح لجريدة “هيسبريس، قالت السيدة مريم بنخويا إنها ستعمل على استكمال المسار الذي بناه البرلماني اليساري عمر بلافريج وتمنت أن يكون صوت اليسار مسموعا يشكل جيد ومتميز وإيجابي في هذه الانتخابات.
السيدة مريم بنخويا، إطار عال بوزارة المالية، حاصلة على ماستر في التجارة الخارجية من جامعة ليل وماستر تسيير المالية العمومية من جامعة السوربون.
سمية أمغار