لديّ لائحة جديدة لعالمات مغربيات جُزن حدود الكون بالعلم الدقيق، بحثا عن أسباب إسعاد البشرية وحمايتها وصيانتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولستُ أدري أين أضع تلك النسوة بين” الناقصات عقلا ودينا “، وبين مضامين الفكر المتحجر الذي لا يرى في المرأة سوى الفتنة التي تذهبُ بلب الرجل “الضعيف“، الواهن الإرادة، الماكر الطبع.
أعدادهن تزداد بالمغرب، سنة بعد سنة، بفضل إقبالهن على العلم، رغم الضعف والفقر وصعوبة الوصول إلى حجرة الدرس، ورغم بعض التقاليد التي لا تزال تسري بيننا والتي يغديها فكرٌ متطرفٌ لا يرى في المرأة إلا ما يريد أن يراه ، ولا يريد أن تكون إلا ما يريد أن تكون، بسند فقه لا يفهم كنهه ولا لبه ولا مقاصده، بل ويحرفه عن قصد لٌلإيقاء على “قوامته” المتلاشية. !.
لائحة النساء العالمات المغربيات طويلة، ابتدأت من السيدة فاطمة الفهرية، مؤسسة جامعة القرويين بفاس واستمرت عبر اثني عشر قرنا ليبهرن العالم اليوم، بمنجزاتهن في شتى علوم المعرفة وصرن يتحدين الكون بسلطان العلم الذي تحصلت عليه وأبدعت فيه.
ومن بين النساء العالمات المغربيات المعاصرات، رجاء الشرقاوي المرسلي، .
دكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة غرونوبل بفرنسا حاصلة على جوائز دولية لمساهمتها في إثبات وجود بوزون هيغر الجسيم المسؤول عن خلق الكتلة.
اسمهان الوافي
دكتوراه في علم الوراثة من جامعة قرطبة بإسبانيا. اشتغلت بكندا، واليابان بمركز الأبحاث الياباني الدولي للعلوم الزراعية ثم مديرة عامة للمركز الدولي
للزراعات الملحية ، وهو مركز للأبحاث الزراعية التطبيقية، في دبي، ويهدف أساسا إلى استيعاب أزمة الغذاء. كما عملت خبيرة لدي العديد من المنظمات للدولية للبحوث في المناطق الجافة والمركز الياباني الدولي للبحوث في العلوم الزراعية
نالت اسمهان العديد من الجوائز ،و صنفت من طرف مؤسسة علوم المسلمين من بين “النساء العشرين الأكثر تأثيراً في العلوم داخل العالم الإسلامي.
مريم شديد
باحثة وفلكية مغربية في المرصد القومي الفرنسي، وأستاذة بجامعة نيس الفرنسية. وهي أول عالمة أنثى تصل إلى القطب الجنوبي. ضمن فريق عمل علمي مهمته وضع منظار فضائي يهدف إلى قياس إشعاع النجوم في القطب المتجمد الجنوبي.
أيضًا عملت على تأسيس المقراب العظيم –أكبر تلسكوب في العالم، كعالمة فلك في نظام الجامعات الحكومية الفرنسية ، وهي عضو في اللجنة التوجيهية للاتحاد الفلكي الدولي.
أسماء يوجيبار
دكتوراه في علم الصخور. التحقت بفريق مركز بلندون بجونسون، تابع لوكالة الفضاء الأمريكية، ولها في هذا المجال أبحاث هامة أصبحت مرجعا للدراسات والبحوث. وهي أول امرأة عربية إفريقية تلتحق بوكالة الفضاء الأمريكية بهيوستن في ولاية تكساس الأمريكية.
كوثر أبوشريف
باحثة مغربية في الهندسة الكيمائية، مهتمة بتطوير أدوية لنجاعة للجسم البشري حيث استطاعت أن تحصل على جائزة التميز من طرف جمعية أمريكية شهيرة، بسبب أبحاثها التي أغنت التجربة الإنسانية في هذا المجال على المستوى العالمي..
اشتغلت على تطوير البحث العلمي عن أدوية تُعالج مرضى السرطان. كما باشرت دراستها في سلك الدكتوراه بجامعة بوردو الموجودة بولاية إنديانا في نفسِ تخصص الإجازة. تسلمت خلال مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلماء الصيدلة جائزة التميز نظير مشاركتها الفعالة في ميادين الكمياء.
نعيمة أباطوي
باحثة مغربية. دكتوراه في علوم “تيكنولوجيات الحياة والتغذية والصحة : تخصص علم الجراثيم . تعتبر من بين 15 باحثة في المجال العلمي، على الصعيد العالمي، اللواتي وقع عليهنّ الاختيار بمقر جامعة السوربون بباريس، من طرف لجنة علمية عالمية، ترأسها عالم حاصل على جائزة نوبل.
زينب ملين
دكتوراه في الكمياء وباحثة في مجال الكيمياء العضوية تعمل في واحد من أكبر وأرقى مراكز البحث بالعالم، يوجد باليابان من أجل تطوير مضادات الأكسدة لمعالجة مجموعة من الأمراض.
سلوى رشدان
دكتوراه في البيئة ودينامية التنوع البيولوجي. قامت بعدة أبحاث علمية حول إمكانية تأقلم القطاع الفلاحي والأنظمة البيئية مع التغيرات المناخية كما قامت بإعداد مشروع بحث علمي حول ربط العوامل المناخية البيئية والاجتماعية والاقتصادية، من أجل تعزيز الأمن الغذائي. هذا المشروع فاز بدعم المنظمة الدولية للبحث والتحليل والتدريب حول التغيرات المناخية الواقع مركزه بالعاصمة الأكريكية
سهيلة بوعطرة
حاصلة على دكتوراه في الكيمياء الجزيئية من جامعة بول ساباتيي بتولوز، وماستر في شعبة الكيمياء العضوية
عالمة مغربية استطاعت أن تكتشف، عن طريق البحث العلمي بإحدى جامعات كندا، وجود قرابة ثلاثة آلاف مادة كيميائية بسائل بول الإنسان وإمكانيات واسعة للاستفادة من هذا السائل من أجل ضمان التعرف على مؤشرات المرض قبل حدوثه أو اتساع تأثيره في جسم الإنسان كما انضمت إلى فريق البحث العلمي بجامعة ألبيرتا الكندية ، حيث قدمت عددا من الأبحاث المهمة التي تشكل إفادة بالغة في عدد من ميادين الحياة المختلفة.
حسناء الشناوي
أول عالمة مغربية وعربية وإفريقية تحصل على دكتوراه الدولة في علم النيازك ودراسة الكواكب.
وكانت قد حصلت على إجازة في علوم الأرض، ثم حصلت على دكتوراه في كيمياء الصخور المتعلّقة بالغازات النادرة لتصبح عضوا في الجمعية العالمية للنيازك “Meteoritical Society “ضمن لجنة تسمية النيازك التي تضم 12 خبيراً دوليا. وتضم هذه الجمعية أزيد من ألف باحث من قرابة 50 بلدامن أجل تعميق البحث والمعرفة حول أصل المنظومة الشمسية وتاريخها.
هذه بضعة نماذج للنساء العالمات المغربيات اللائي أبهرن العالم بتميزهن في شتى العلوم الدقيقة وتفوقن في مجالات فرضن فيها أنفسهن فرضا بالرغم من الشعارات المتقادمة التي لا زال بعضُ المتخلفين يرفعونها في وجه المرأة التي تجد في العلم مجالا للرد عليهم وإفحامهم……. واللائحة طويلة…. !!!.
سمية أمغار