يشهد عقار فيتامين “س” وباقي الفيتامينات الحيوية الأخرى في صيدليات الوطن إقبالا كبيرا عليها، وهو ما تجلى في رحلات بحث المواطنين عن هذا النوع من المادة الدوائية الغذائية، وسط غياب تام لها، وخاصة في ظل هذا الارتفاع الكبير لحالات الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد.
هذا وقد تحدث عدد من المواطنين مع الجريدة عن غياب الفيتامين سي وباقي الفيتامينات بجل الصيدليات، الأمر الذي آثار جدلا وقلقا واسعا وسط المصابين بالفيروس، لما له من أهمية في البروتوكول العلاجي المعتمد. إذ كيف يعقل أن تغيب هذه المواد عن الصيدليات في الوقت الذي تشهد فيه بلادنا ارتفاعا مهولا في أعداد الإصابات بالفيروس؟ وأمام هذا الوضع يطالب المواطنون المغاربة بضرورة توفير الكميات الكافية لمواجهة هذا الفيروس، الذي حصد أرواحا عدة في الأسابيع القليلة الأخيرة.
ويعد فيتامين سي والزنك ودوليبران ورينوميسين من الأدوية التي يتم وصفها من قبل الأطباء لمرضى كوفيد 19، بحيث أصبحت من بين أكثر الأدوية مبيعا خلال الفترة الحالية، كما تحولت الصيدليات إلى مرافق تشهد إقبالا كبيرا عليها من قبل المواطنين، ليل نهار، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة التدخل العاجل للجهات المعنية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، مع الحرص على توفير المخزون الكافي من الأدوية للمواطنين.
وتجدر الإشارة، أن الجهات الوصية لم تحرك أي ساكن بعد لتوفير هذا الدواء للمواطنين رغم كل الشكايات والمطالب المستمرة، وهو ما يدفع المرء لطرح تساؤلات عدة حول أسباب وكواليس هذا الصمت.
وتزامنا مع هذا الوضع، وجد البعض أنفسهم مضطرين لاقتناء هذه المواد من جهات غير معروفة والتي تقوم باستغلال الوضع وتعرض أدويتها للبيع عبر منصات التواصل الاجتماعي، بأثمنة خيالية وبطريقة غير قانونية، وهو الأمر الذي يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون بمقتضى المادة 135 من مدونة الأدوية والصيدلة، بحيث تصل مدة العقوبة السجنية في حق المخالفين خمس سنوات مع غرامة مالية.
وجدير بالذكر، أن مصادر فيتامين “سي” تتمثل في الفواكه الحمضية (البرتقال واليوسفي والليمون) والجوافة والكيوي والفراولة والمانجو والتفاح، والخضروات، كالطماطم والكرنب والقرنبيط والبروكلي والفلفل الحلو الأحمر، بالإضافة إلى بعض الأغذية الحيوانية، كالقلب والكبد والكلى.
وآخرا، وضع البلاد قد بات محرجا حقا، بل ويبدو خارجا عن نطاق السيطرة، مما يستدعي التدخل السريع والفوري للحد من انتشار الوباء. وعلى المواطن أيضا أن يعي بخطورة وجدية الوضع السائد وأن يلامس الخوف والمسؤولية التي يعنى بها الجميع وأن يلتزم بالتباعد البدني ووضع الكمامات والتعقيم المستمر وتفادي أي تجمعات إلى حين انتهاء هذا الوباء، مع الحرص على الانخراط في حملة التطعيم الوطنية للحد من انتشار الفيروس وعودة الحياة إلى طبيعتها، فناقوس الخطر قد دق، وليتحمل كل منا مسؤولية أخطائه وتصرفاته.
رميساء بن راشد