يهمنا من كل هذا أن نسأل سؤالا مشروعا نتوجه به إلى نوابنا في البرلمان، عن أية حصيلة يمكن الحديث..؟ بصيغة أخرى، أي تقييم لأية حصيلة..؟ ولحكومة العثماني نقول بأن الحصيلة المحققة كانت خجولة إن لم نقل فاشلة بكل المقاييس عكس ما جاء في التقرير أو العرض الختامي الذي تلاه رئيس الحكومة أمام البرلمان بغرفتيه بذل فيه هذا الأخير خلال ساعتين كاملتين كل ما في وسعه ليعطي انطباعا ورديا كعادته، يفيد بأن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المغرب بألف خير، وأن التحالف الحكومي اشتغل طيلة الولاية الحكومية بروح منسجمة ومتناغمة «أي سمن على عسل»، ولم يكن العرض الذي قدمه رئيس الحكومة سوى تقارير تركيبية لعروض القطاعات الوزارية التي قدمت له من طرف وزراء حكومته بسبب غياب الرؤية الواضحة.. وللأمانة فإن هذا الكلام ورد على لسان بعض المتتبعين والمحللين للشأن السياسي، ويتقاطع مع الإشارات والملاحظات التي تضمنتها مواضيعنا السابقة حول برامج وتصورات ومخططات الحكومة وتدبيرها للشأن العام..
أشرنا في أكثر من مناسبة إلى أن السياسة الحكومية لاترتكز على الاختيارات الشعبية المسؤولة التي تستجيب لتطلعات وطموحات المواطن المغربي.. انتهى زمن الحكومة التي كان لها من الوقت ما يكفي للإجابة على انتظارات المواطنين وتطلعاتهم وطموحاتهم، وانتهى الأمر على إيقاع تذمر فئات واسعة من المواطنين الذين خيبت حكومة الكفاءات آمالهم ودفعت بالكثير منهم إلى الفقر والتهميش والإقصاء وأفرز الوضع معضلات ومشكلات اجتماعية واقتصادية بعد تجاهل الحكومة لمطالب المركزيات النقابية وتملصت من التزاماتها ووعودها وضربت بكل المطالب عرض الحائط وهي مطالب مشروعة للشغيلة المغربية في جميع الأحوال!؟
يبدو واضحا أن الهاجس الانتخابي الذي دخل مرحلة العد العكسي لايحمل بوادرا ولا انفراجا ولا إصلاحا مرتقبا، لكنه يحمل للمواطنين وعودا وخطابات كاذبة وشعارات مضللة ومصالح وتوزيع للأدوار..!! هل هي أزمة ضمير، أم عدم نضوج حكومي لتدبير عقلاني قد يحيلنا على ادراك حجم اللا إحساس بالمسوؤلية..؟ أم هو بحث عن رؤية لم تتضح معالمها بعد؟ أم هو غياب لاستراتيجية تفتقد لخريطة طريق..؟ أسئلة نطرحها في الوقت الميت.. لم يعد الوقت، بل لايسمح إطلاقا بطرح السؤال الذي تعودنا على طرحه، وهو: إلى أين تمضي هذه الحكومة بتصوراتها وقراراتها اللاشعبية ونحار في تفسير مقاطعة الحكومة للمركزيات النقابية ونهجها مسلك الحوار الطرشان؟ ويبقى شعار المرحلة هو العجز المطلق للحكومة واللاإردة في القيام بما كان يجب القيام به.. في الأيام القليلة القادمة سترحل حكومة الكفاءات بدون إصلاحات سبق أن وعدت بها، بل تضمنها التصريح الحكومي غداة تعيين العثماني رئيسا للحكومة، والتصريح المشار إليه في متناول من أراد الاطلاع عليه ليقف على حقيقة الأمور..
ننتهي إلى خلاصة مفادها أن هناك إجماع شبه مطلق يؤكد على أن حكومة العثماني فاشلة عموديا وأفقيا في تدبير الشأن العام.. تحضرني حكمة بالغة الدلالة لأحد الحكماء تقول «نحن من مدينة مليئة بالصبر لم نخض المعارك بل خضنا الانتظار» ..
ولا أجد في ختام كلامي هذا أبلغ من قوله تعالى: «وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الارض» صدق الله العظيم.
إدريس كردود