الاحترامُ الواجبُ للسلطة, نعم !
والاحترامُ الواجبُ للشعب ؟
من وقت لآخر، يذكرنا بعضُ رجال السلطة، شكر الله فضلهم، بالاحترام الواجب للسلطة، لأنه يحصل أن “نغفل” عن ذاك “الواجب“، ونتسبب لأنفسنا في “المزاهق” و “المهالك” !.
شكرا خاصا، إذا، لرجل السلطة، الذي فرض “هيبة السلطة” بمركز تلقيح بسيدي البرنوصي، بعد أن لم تلتزم ممرضة بواجب “الاحترام” المذكور، فكان جزاءها ما كان، ولم ينج من ذاك العقاب المحتوم، متطوعٌ خريج العهد العالي للمهن التمريضية، الذي لم “يمتثل” بدوره لأوامر” المقدم، “فجابها في رأسه“، كما يجب، وكما كان متوقعا ! .
الحكاية معروفة، فقد انتقلت، بسرعة البرق، عبر الجرائد والمواقع الإليكترونية إلي زوايا العالم الأربع، تحمل رسائل واضحة، للجميع، وهي ألا هوادة في فرض احترام السلطة وأن “من فرط يكرط.!……
وقد اتضح بالملموس، وبالشهود أيضا، أن الممرضة والمتطوع لخدمة مرضى الجائحة، “فرطا” في واجب الامتثال للمقدم، فحصل ما حصل في مركز سيدي البرنوصي، وأدى الوضع إلى وقفات وإضرابات من جانب الأطر الصحية بسبب ما اعتبر من جانب مهنيي الصحة العمومية وبعض الحقوقيين والإعلاميين، “اقتحاما” من طرف عون من وزارة الداخلية، لمركز رسمي لوزارة غير وزارة الداخلية، كما انقض على الخبر عدد من المدونين “الراكضين” دوما وراء “الزوم” المشوق.
صحافيّ و“شيخ” !
العمالة “وضحت” ونحن فهمنا توضيحها الذي لم يخرج عن “أدبيات” البيانات الرسمية وانتهت القضية بطيها عن طريق “الله يعيش – الله يطيش” !!!…..
وقبل “أرشفة” الملف، طلع خبرٌ “جديد“، يفيد أن صحافيا مصورا من جريدة “العمق المغربي” تعرض لـ “اعتداء” من طرف رجل سلطة يوم 16 غشت حين “باغثه” عون سلطة بدرجة “شيخ” وهو “متلبسٌ” بجريمة تصوير واستجواب بائع خضر بسوق المدينة، ومنعه من التصوير بحجة أنه “شيخٌ” ويمثل السلطة بالمنطقة، وأنه “مبعوث” من طرف سعادة “الباشا” وفق تقارير صحافية !.
الواقعة شهدت تطورات أخرى عالجتها الصحافة حال وقوعها، وكيف أن الشيخ استعان برجل ادعى أنه أمين تجار السوق، سرعان ما انهال على الصحافي بالسب واللعن والاعتداء الجسدي وحاول الاستيلاء على آلة تصوير الصحافي وتكسيرها. ولولا تدخل رجل أمن لشهدت الحادثة تطورات أخرى. حيث قدم رجل الأمن كامل التسهيلات للصحافي من أجل متابعة عمله، وأبعد الشيخ و“المشاغب” عن دائرة عمل الصحافي الذي كان موضوع تضامن كامل من طرف النقابة للوطنية للصحافة بالمغرب,
كل ذلك بسبب “عصيان” الصحافي أوامر السيد الشيخ، و“تفريطة” الواضح في الاحترام الواجب للسلطة، الذي يعتبر في العديد من البلدان، ركنا أساسيا من أركان الديمقراطية وحقوق السلطة، عفوا…..حقوق الانسان !
عُسرٌ في الحياة والموت
سيارة نقل الموتى من فضلكم !
المستفيدون من مغانم الجائحة، رهطٌ غفير يأتي على رأسهم أصحاب شركات نقل الأموات، في نهاية مسيرة الحياة والموت. إلا أن التعامل مع بعض هذه الشركات غدا أصعب من التعامل مع عزرائيل نفسه !.
حدث أن توفيت منذ يضعة أيام، والدة حارس عمارة بجوار مقاطعة حضرية بطنجة، وفاة طبيعية، بسبب عاملي السن والمرض، رحمها الله. فبادربعض سكان العمارة إلى مساعدة الحارس على حل بعض مشاكل الجنازة، وأهمها الحصوص على سيارة نقل الأموات، لأن الوصول إلى مقابر طنجة، سوف يحتاج، قريبا، إلى نقل “جوي” بعد أن رمي بالمقابر بعيدا عن المدينة.
اصحاب كل شركات نقل الأموات التي تم التواصل معهم، رفضوا نقل المتوفاة إلى مقرها الأخير بحجة ضرورة الحصول على “إذن” مسبق من مستشفى الدوق ذي طوفار، أو مقبرة الجائحة !.
في المستشفى قيل لهم إن على الهالكة أن “تضرب الصف” وتنتظر نوبتها مع الموتى قبل الطفر، إن حصل، بوسيلة تصل بها إلى مقرها الأخير ! .
جن جنون الرجل ومن معه وعادوا إلى الشركات حيث التعامل لمن يكن دوما ، في مستوى أناس يستقبلون مواطنين فقدوا عزيزا ويستعدون لدفنه.
وحين استحال الحصول على سيارة إسعاف، أو حتى على “وعد” بذلك، ووقف الجميع أمام “بلوكاج” حقيقي بسبب غياب محاور “مهذب” به بقية باقية من رحمة أو شفقة أو إنسانية، عمد أهل الجنازة إلى الاستعانة بوساطة رجل “نافذ“، استطاع “قهر” أصحاب شركة من شركات نقل الأموات، التي سخرت في النهاية، سيارة من أسطولها لنقل السيدة المتوفاة، إلى مسجد محمد الخامس للصلاة، وعند انتهاء الصلاة تفاجأ أهل الجنازة ومشيعوها بعدم وجود سيارة نقل الأموات لنقل المحمل إلى المقبرة، و ليكتشف الجميع بدهشة كبرى أن السيارة أوصلت النعش إلى المسجد وغادرت لتوها، متسببة لأهل الجنازة والمشيعين في “كارثة” أخرى لم تكن منتظرة ولا متوقعة، في الظروف الحالية.
وعند استحالة وجود حل لهذه القضية التي لم تكن لتحدث لو أنه كانت في القلوب بقية باقية من رأفة، ورفق، ورحمة…. والوقت صيفٌ وحرارةٌ لا تطاق ولا تحتمل، ، اضطر المشيعون إلى حمل النعش على الأكتاف، ونقله مشيا على الأقدام ، من مسجد محمد الخامس إلى مقبرة بئر الشفا، والكل يتدبر كيف تحجرت القلوب، وقست النفوس ، وماتت الضمائر، وأصبح التعامل مع الأحياء والأموات تعامل القسوة والجهامة ، والغلظة والفظاظة. قبح الله سعي من لا سعي له إلا لإذاية غيره. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ــ جعبة فيتامين “C” من فضلك !
ــ المخزون نفذ !
لا تضيعي وقتك في البحث !
استعطفت المرأة عامل “الفرماسيا” أن يتدبر لها جعبة، من أجل مريض بحاجة إليها وبإلحاح، مع عقاقير أخرى وضعتها الدولة ضمن بروتوكول صحي ضد الجائحة.
كان رد ّبائع الأدوية جافا وقاسيا، بل إنه نهر المرأة لكثرة توسلاتها وطلب منها مغادرة “الفارماسيا” لتبدأ في تسول أقراصا من الفيتامين “الحمراء” عند معاريفها، من أجل معالجة مريضها.
سيدة أخرىة مثقفة وصحافية، هذه المرة، توجهت إلى صيدلية بحثا عن الفيتامين C في صيغتها المعروفة، بعشرة أقراص من فئة 1000 ميليغرام وبثمن 15,30 درهم، إلا أن “الفارمسيان” وضع أمامها علبة بأقراص 180 ميليغرام بقيمة 55 درهما. وحين استفسرت، ردّ عليها بأن هذا هو الموجود الآن، تأخذ أو تترك. وهو يعلم أن بلاغات الإصابات اليومية بالجائحة لا تترك مجالا الاختيار بالنسبة لأي أحد.
ولكنها مع ذلك، قالت لـ “الفارماسيان“: لقد أكدوا لنا في السابق أن الفيتامين C تصنع بالمغرب، ولا خطر من استنفاذ المخزون. ثم إن ثمن العلبة الجديدة فوق أربع مرات ثمن العلبة القديمة، وهي أضعف مفعولا من القديمة، فهل يفهم من هذ ه العملية أن الغاية من الإعلان عن نفاذ المخزون القديم هو “تسويق” “الماركة” الجديدة بثمن يوفر هامش ريح أكثر وأوسع، بمعنى أن هاجس الربح هو الذي يفسر نفاذ مخزون العلبة القديمة؟ . هز الرجل كتفيه في رد ضمني بأن الأمر لا يعنيه. وأن كل ما يعنيه هو “تصريف” الدواء الجديد، للراغبين في الحصول عليه، وهم كثرٌ بسبب تفشي الجائحة وإقبال الناس على التداوي وفق البروتوكول الصحي الذي وضعته الدولة دون أن تكثرت لحالة مخزونه الأدوية وطرق صرفها.
الم أكن صادقا حين تحدثتُ في كتابات سابقة عن “أصحاب” مغانم الجائحة ؟
“فيلا” من المعمار الدولي بقلب “طنجة الكبرى”
تتحول إلى “مطرح” للأزبال ومأوى للمتشردين
سبق وأن تمت الإشارة إلى هذه الفيلا المهجورة، الواقعة بشارع باستور قبالة المعبد اليهودي، بسبب تعود بعض من لا ضمير لهم رمي الأزبال بداخلها عبر السور أو الأبواب الحديدية التي لا تغلق إلا لتفتح .
هذه الفيلا التي لا يجهل سكان طنجة أصحابها، امتلأ الآن جزء ٌ من “حديقتها” نفايات وأزبالا، حتى أن بعض السياح ، على قلتهم، وجدوا بها “لوحة” فولكلورية غريبة، تغري بتصويرها وتسجيلها كذكرى من ذكريات رحلة سياحية إلى مغرب القرن التاسع عشر !
وإلى جانب المطرح، قام مأوى عشوائي يستكين إليه من لا مأوى قار لهم، وهو أمر مضرّ بصحتهم قبل أن يكون مسيئا لمظهر المدينة الخارجي، خاصة وموقع الفيلا مركزي ومن الغريب أن لا يلتفت أحد إلى هذا الأمر، لتتكدس الأزبال وتتسع دائرة المأوى المضر كثيرا بمرتفقيه.
هذه القضية تطرح وبإلحاح موضوع المشردين بطنجة، من مهاجرين ونازحين ومجانين، ولصوص الذين يعيشون ، بحرية، بين السكان، مغاربة وأجانب، وسياح، ويشكلون خطرا كبيرا عليهم، بحيث أنهم، جميعهم، يعيشون في “هدنة” مؤقتة، في انتظار ما لا تحمد عقباه، لا قدر الله. ولكنه تنبيه لما قد يحدث، ويفسد على طنجة كل ما بذل من مجهود حتى تصبح “كبرى” بين المدن الكبر على ضفتي المتوسط.
عزيز كنوني