وقع نجم الكرة العالمية ليونيل ميسي مساء الثلاثاء رسميا عقدا لمدة عامين مع نادي باريس سان جرمان الفرنسي مع إمكانية تجديده عاما إضافيا. وسيرتدي ميسي القميص رقم 30، وهو الرقم الذي ارتداه في بداية مسيرته مع فريقه السابق برشلونة من 2004 إلى 2006 قبل أن يرتدي الرقمين 19 ثم 10. وأكد ميسي يوم الأحد الماضي، أنه ترك برشلونة بعد أن قال النادي إنه لا يستطيع تحمل أجره بدون أن يعرض مستقبله للخطر. وكان عقد ميسي (34 عاما) مع النادي الكاتالوني انتهى في 30 يونيو الماضي، وبعد ان توصل الى اتفاق مع ناديه الى توقيع عقد جديد، لم يتم اعتماده رسميا بسبب عراقيل اقتصادية وهيكلية تتعلق بقوانين الرابطة الاسبانية لكرة القدم وبذل النادي الكاتالوني وبعد الموسم المخيب حيث اكتفى باحراز لقب كأس اسبانيا، مجهودات كبيرة من اجل الاحتفاظ بخدمات ميسي لا سيما أن الاخير كان أعلن رغبته في الرحيل صيف عام 2020 قبل ان يعدل عن قراره لأنه لا يريد الدخول بدعوى قضائية مع ناديه. بيد ان الصعوبات المالية الضخمة التي يواجهها برشلونة للبقاء ضمن قانون اللعب النظيف للرابطة الاسبانية، حالت دون اتمام الصفقة على الرغم من التضحيات التي قام بها اللاعب الذي كان مستعدا لتقاضي نصف راتبه وتمديد عقده لخمس سنوات إضافية. وأقر رئيس برشلونة لابورتا أن تمديد عقد ميسي كان سيشكّل مخاطر مالية للنادي الكاتالوني الذي يرزح تحت ضائقة مالية، مؤكداً أنه قام بما هو أفضل لمصلحة النادي وتابع ينطوي استثمار من الحجم الذي يمثله ليو ميسي على مخاطر معينة كنا مستعدين لتحملها ولكن عندما أدركنا بالتفصيل وضع النادي بعد التدقيق، لم نرغب في تعريض المؤسسة لمزيد من الخطر:
كواليس إبلاغ ميسي بقرار برشلونة
كشف ليونيل ميسي، كواليس جديدة حول إبلاغه بقرار ناديه السابق برشلونة بشأن فشل محاولة تجديد عقده وقال” لقد عاد والدي إلى المنزل، بعدما توجه صباحا لمقابلة لابورتا رئيس نادي برشلونة، وعندما أبلغني بالقرار، شعرت بالإحباط، وبدأت أستعد لإبلاغ زوجتي وأبنائي بالقرار، أخبرتها وبكينا، وشعرنا بالمرارة ثم نهضنا لنرى كيف ننقل الأمر للأطفال بأفضل طريقة لأننا أخبرناهم بالفعل في ديسمبر الماضي، أننا سنبقى في برشلونة، لذا كنا نعلم حجم الصدمة عليهم، خاصة ابني الأكبر تياجو. في كثير من الأحيان نفكر كثيرا في بعض الأمور، ويقبلها الأطفال بطريقة لا نتوقعها. تياجو مثلي تماما، فهو يعاني ويتأثر بداخله دون أن يظهر عليه، لكن هذا ليس شيئًا خطيرًا، سوف يتكيف مع الأوضاع، وستكون تجربة جديدة له لينضج على المستوى الشخصي”.
ميسي يجهش بالبكاء يوم الوداع:
قال ميسي المشوب بالعواطف في مؤتمر صحافي في ملعب نيو كامب بينما احتشد مئات من مشجعي النادي الكتالوني خارج الملعب وهم يرتدون القميص رقم 10 من أجل وداع اللاعب “حاولت التصرف بتواضع واحترام وأتمنى أن تكون هذه هي الذكرى التي تبقى بعد رحيلي عن النادي. قدمت الأفضل من أجل برشلونة منذ اليوم الأول، اشتقت كثيرا لجماهير النادي الكتالوني. عشت في برشلونة سنوات رائعة وسأعود يوما ما، للأسف حائحة كورونا حرمتني من توديع الجماهير كما ينبغي”. وصعد ميسي الى المنصة وسط تصفيق الحاضرين قبل ان يجهش بالبكاء وبعد ان تمالك انفاسه قال في مستهل حديثه “لم اتصور اطلاقا الرحيل عن برشلونة لأنني للحقيقة لم أفكر بهذا الامر. كنت اريد وداعا مع الجميع على ارضية الملعب واضاف هذا العام، كنت انا وعائلتي مقتنعين بأننا سنبقى هنا، في بيتنا، هذا ما كنا نريده اكثر من اي شيء آخر. لا زلت غير مصدق بأني ساترك هذا النادي وتغيير حياتي. فعلت المستحيل لأبقى في برشلونة، وكان العقد جاهزا من أجل التمديد، لكن في اللحظة الأخيرة الأمور تغيرت. انا اعشق هذا النادي. اما الان فيتعين على الانطلاق من نقطة الصفر”.
سعادة لا توصف:
“سعيد جدا، عشت لحظات صعبة جدا بمغادرة برشلونة بعد سنوات طويلة، وكان التغيير صعبا. وبوصولي إلى هنا، أشعر بسعادة لا توصف، ورغبة كبيرة في التدريبات، أستمتع كثيرا منذ اليوم الأول، وأتمنى أن تمر هذه اللحظات سريعا للمشاركة مع زملائي والجهاز الفني في مرحلة جديدة، أشكر الخليفي والمدير الرياضي ليوناردو على التعامل معي منذ اليوم الأول لصدور بيان برشلونة، سارت الأمور بكل سهولة وفي وقت قصير جدا وسط فترة صعبة جدا، وقاما بحل كل المشاكل والعقبات. أكرر، أنا سعيد جدا، ولدي رغبة قوية في بدء مرحلة جديدة من حصد النجاحات بهذا النادي الطموح رفقة زملائي والجهاز الفني، ونقاتل لتحقيق الأهداف المطلوبة والفوز بالألقاب. استقبال الجماهير كان جنونيا ومفاجئا، وهذا الاستقبال الحار والرائع ضاعف سعادتي. أنا متشوق لبدء مرحلة جديدة في باريس، كل ما يتعلق بالنادي يطابق طموحي الكروي. سنكافح لتحقيق الأهداف التي يحددها النادي سعيد بالعمل مع لاعبين رائعين مثل نيمار ومبابي، ولدي رغبة كبيرة في خوض التدريبات والتنافس مع أفضل اللاعبين”.
دوري الأبطال:
“كرة القدم تعتمد على تفاصيل صغيرة للفوز بهذا اللقب، بي إس جي كان قريبا من الفوز به في السنوات الماضية بفضل فريقه الرائع، فالفوز به صعب جدا، لا أدري ما ينقص أي فريق، ولكن لابد أن يكون لدينا فريقا متحدا، وأعلم أن لديهم الروح. كما أن الحظ مطلوب في كرة القدم، فالأفضل لا يفوز دائما، لأنها بطولة استثنائية وهو ما يزيد من متعتها وقوتها. باريس لديه تشكيلة رائعة من اللاعبين، وبنى فريقا قويا هذا الموسم، وأنا هنا لمساعدة الفريق وبذل أقصى ما لدي، وحلمي رفع هذا الكأس مجددا، وأنا في المكان المناسب للفوز بدوري الأبطال”.
شعور ميسي باللعب ضد فريقه السابق برشلونة بقميص النادي الفرنسي:
“لم أكن أعرف وجهتي بعد الرحيل عن برشلونة، أنا ممتن لسنوات رائعة قضيتها في هذا النادي، والكل هناك كان يعرف أنني سأنضم لفريق قوي ينافس على دوري الأبطال، لأنه لدي عقلية انتصارية وأريد الفوز بالألقاب، وليس لدي شكوك أن باريس لديه نفس الطموحات. إذا واجهنا برشلونة في دوري الأبطال، سيكون أمرا رائعا للعودة مجددا، وأتمنى وجود الجماهير في الملعب، ولكن سيكون شعورا غريبا للعودة إلى بيتي بقميص مختلف، ولكن هذا وارد في كرة القدم”.
أصدقاء في غرفة خلع الملابس بسان جيرمان:
“لدي أصدقاء في غرفة خلع الملابس بسان جيرمان، أعرف بالطبع نيمار ودي ماريا وباريديس، كما تقابلت مع لاعبين آخرين. فيراتي أنه لاعب كبير، ومن أفضل لاعبي العالم في مركزه، كنا نريد ضمه لبرشلونة منذ سنوات، وفي نهاية الأمر، أنا من حضرت للعب بجواره في باريس، إنه ظاهرة. وأتطلع للتعرف على باقي زملائي بشكل أكبر. أعرف أيضا المدير الفني ماوريسيو بوكيتينو، وباعتباره أرجنتينيا، فكان التواصل أسهل بيننا، فالجهاز الفني لسان جيرمان وتشكيلة الفريق كانت عوامل حاسمة في قراري بالانضمام للنادي الباريسي. لقد لعبت ضد أندية فرنسية في دوري الأبطال، وكنت أتابع مباريات باريس، وأعرف الدوري الفرنسي جيدا، لقد تطورت المسابقة كثيرا في السنوات الأخيرة بفضل بي إس جي، وتطور مستوى منافسيه سعيا للفوز عليه، وأتطلع لخوض هذه المغامرة الجديدة”.