قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منع إقامة صلاة عيد الفطر سواء في المصليات أو المساجد. القرار خلف استياء عارما لدى المواطنين. وعزت الوزارة قرارها بالتوافد الذي يتم عادة في هذه المناسبة، ونظرا لصعوبة توفير شروط التباعد.
إلى حدود هنا قد نعتبر القرار مقبول، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا بالتحديد صلاة العيد؟؟.!!علما أن هذه الصلاة أولا تقام خارج توقيت فترة حظر التجوال الليلي مثل صلاة الجمعة. وهنا ينطبق “العذر أكبر من الزلة”. من خلال اتخاذ قرارات لا مبرر ولا منطق لها، بل فقط تثير الشكوك والتساؤلات حول كل ما هو مرتبط بالدين.
وما يدفعنا لطرح مثل هذه التساؤلات في زمن الحديث عن المجهودات المبذولة لمكافحة الوباء، هو أن مجموعة من المجالات والمرافق تسير عكس التيار وباتت تشكل قنبلة موقوتة، نظير الأسواق، ومعها بشكل مثير الحافلات.
وحين نتطرق للحافلات فلأننا نعيش مشاهد غريبة ومثيرة يوميا في شوارع مدينة طنجة من خلال الازدحام واكتظاظ الركاب في الحافلات التي باتت تشكل بؤرا حقيقية، وخطيرة في تحد صارخ لاحترام بروتوكول الوقاية الذي وعدت به شركات النقل الحضري من تقيص عدد الركاب إلى الحد الأدنى مع الالتزام بتطبيق مسافة متر على الأقل بين الراكب والآخر، وإلزامية استعمال الكمامات وتركيب مطهرات الأدي داخل الحافلات وعند البوابات. وهذه الأشياء لم تنفذ سوى لبضعة أيام، سرعان ما تم التخلي عنها. ما يجعل المواطن يضع يده على قلبه خشية حدوث السيناريو الأسوء ونحن نعيش الأسبوع الحاسم بالنسبة لتطورات فيروس “كوفيد19” بالمملكة. أليس هذه المشاهد والصور التي نعيشها يوميا أفظع وأخطر من صلاة العيد التي تقام مرتين في السنة في غياب الخطر الذي يمكن أن تسببه الحافلات والأسواق وووو؟؟ “لله في خلقه شؤون”.
محمد السعيدي