تحتفل معظم دول العالم بمناسبة عيد العمال الكوني في فاتح من شهر ماي أيار من كل سنة، وهو يوم مخصص لدعم العمال والاحتفال بالنضالات والتضحيات التي قدَموها، ويتم إعلان هذا اليوم في أغلب الدول على أنه عطلة رسمية تكريما للعمال وتقديرا لجهودهم ، وتحفيزهم على المطالبة بحقوقهم،إلا أننا ونحن نعيش ظروف الحجر الصحي نتيجة انتشار وباء كورونا 19 غاب الاحتفال عن شوارعنا وضاعت بالتالي فرصة التعبير عن مطالب الشغيلة التي في الأصل تعاني ولكن زادت معاناتها بفعل تضرر العديد من القطاعات نتيجة الإغلاق،وضاعت فرصة أخرى أيضا للاحتفال بعيد العمال الطريقة التي تكرم من خلالها النقابات إنجازات العمال الاقتصادية والاجتماعية، ولتسليط الضوء على الموضوع أكثر والحديث عن عيد الشغل وأهم التحديات التي يواجهها المغرب في ظل الجائحة يحضر معنا السيد ياسين الريش مندوب أجراء بشركة خاصة.
س : مرحبا السيد ” ياسين الريش ” كلمة مفتوحة لتعريف القارئ بشخصكم؟
ج : كلمة ياسين الريش:
ياسين الريش من مواليد مدينة طنجة سنة 1983، مهندس دولة من المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة في هندسة الأنظمة الالكترونية والصناعية فوج 2008، حاليا أشتغل كمهندس بشركة خاصة متعددة الجنسيات ومندوب أجراء عن فئة الأطر بنفس الشركة.
س :كيف كانت أجواء الاحتفال بذكرى عيد العمال هذه السنة 2021
ج: عادت علينا ذكرى عيد العمال هذه السنة في مرحلة تبقى استثنائية وبكل المقاييس نتيجة استمرار جائحة كورونا كوفيد-19 وآثارها السلبية، ونتيجة للسياسات الحكومية اللاشعبية واللااجتماعية التي تمس حقنا الأساسي في التوظيف والشغل القار، وبرفع اليد على مجموعة من الموارد الأساسية والقطاعات الحيوية، وبضرب القدرة الشرائية وبالقوت اليومي لفئات عريضة نتيجة إجراءات الإغلاق وارتفاع الأسعار.
كما عادت علينا الأجواء هاته السنة بفقدان عديد مناصب الشغل، وخصوصا في القطاع غير المهيكل ، دون أن ننسى فئة عريضة من النساء والفتيات اللواتي احتدت معاناتهن بسبب جائحة كورونا واللواتي يعشن أوضاعا مزرية بسبب الهشاشة والفقر وعلى رأسهن عاملات المنازل والنساء العاملات بباب سبتة.
وهي مناسبة ثمينة لتجديد وتقديم تحية إجلال لعمال الشركات الصناعية الذين تحتم عليهم الاستمرار في العمل تحت الضغط والشعور بالخوف والقلق من تحول المصانع إلى بؤر تساهم في انتشار الفيروس، كما نقدم تحية الشكر والعرفان لكل من ساهم في مواجهة مباشرة للحد من انتشار الجائحة.
وهي مناسبة أيضا لاستحضار النضال الذي خاضه العمال أجيالاً بعد أجيال دفاعاً عن قضاياهم، مقدمين تضحيات جسيمة من أجل حقوقهم الأساسية، وفي سبيل العدالة الاجتماعية…
س :ما هي أهم الملاحظات أو التوصيات التي يمكن تقديمها؟
ج :أمام هذه الأوضاع المأساوية:
: ندعو إلى
1.ضرورة الامتثال والاستمرار في التدابير الوقائية التي فرضتها السلطات الصحية لمواجهة كوفيد-19
2.إلزامية برم عقد العمل في جميع القطاعات المهنية والحرفية.
3.ضرورة تسجيل وتصريح جميع العمال والمستخدمين في الضمان الاجتماعي والتأمين، بما فيهم المتاجر الصغرى، المطاعم، المقاهي، الحرف، السائقين…..
حماية استقرار العمل والمنع الفعلي لتسريح العمال..4
5.ضرورة الانتباه للأجور المتدنية لبعض فئات العمال، وتحسين ظروف بيئة العمل السيئة، إلى جانب التقليل من ساعات العمل الطويلة،بالإضافة إلى تسليط الضوء على إحدى ابرز القضايا التي يطالب الكثير بإلغائها وهي عمالة الأطفال.
كما ندعو الحكومة المغربية بالاستجابة لحقوق العمال ومطالبهم المشروعة والكف عن تجاهلها، بل التعجيل في تلبيتها لتحقيق التنمية والعدالة الاقتصادية والاجتماعية ونحو توفير العمل اللائق والعيش الكريم للجميع حتى تعود بالخير والرفاه على كافة أفراد المجتمع.
وأخيرا، ندعو النقابات بترك المصالح الشخصية والسياسية جانبا وبذل مزيد من الجهد والتضحية ومساندة نضالات الطبقة الشغيلة.
حوار محمد الطيب البقالي