بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، نظمت النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة طنجة تطوان الحسيمة والفنانة التشكيلية أسماء البقالي معرضا تشكيليا بحدائق المندوبية السلطانية بمدينة طنجة، حول مواضيع الحرية والهوية والتجديد والإبداع.
وعلى هامش هذا الحدث، أجرت جريدة طنجة الحوار التالي مع الفنانة أسماء البقالي.
من هي أسماء البقالي؟
ولدت أسماء سنة 1989 بشمال المغرب وبالضبط بمدينة شفشاون، وهي أستاذة لمادة الرياضيات بطنجة، حيث بعد حصولها على بكالوريا في العلوم الرياضية وأخرى في العلوم الإنسانية، تابعت تعليمها الجامعي بكلية العلوم بتطوان، بالموازاة مع دراستها بمعهد الفنون الجميلة بالمدينة نفسها.
ماهو الفن بالنسبة لأسماء؟
للفن تأثير عميق على البشرية، باعتباره نشاطا إنسانيا محفزا ومهما للكثير من الناس، وفوائده كثيرة، ويكفي أنه يتجاوز مسألة الاستمتاع بالمشهد الفني إلى أبعد من ذلك.
كيف ابتدأت مسيرتك الفنية؟
حين كنت أتابع دراستي في الثانوية وبحكم احتكاكي بالعلوم التشكيلية، كنت ألتحق ببعض الحصص المدرسية. ثم إنني ومنذ طفولتي وأنا أشارك في مسابقات للرسم وغالبا ماكنت أفوز بالمركز الأول، سواء في المسابقات الجهوية أو في العمل التلمذي. وبحكم أنني ترعرعت وسط عائلة فنية، من أبي إلى عمتي، فقد تنامت معي هذه الموهبة، وضللت أشارك في العديد من المسابقات إلى أن جاء اليوم الذي قررت فيه عرض لوحاتي الفنية، بالمدرسة العليا للأساتذة بمدينة تطوان سنة 2011.
ماهي الفكرة التي اشتغلت عليها في معرضك هذا؟
ركزت على مصطلح “التشافي” في أغلب لوحاتي، لأن الفن هو أسلوب راقي للتخلص من الاضطرابات النفسية والاكتئابات والأزمات، لذا اخترته كموضوع للوحاتي الفنية، خاصة مع فترة الجائحة التي تمر بها بلادنا والعالم أجمع.
وللتشافي دور كبير وعميق في المعالجة، فاليوم هناك علاج بالألوان وعلاج بصري، باعتبار أن الفن هو أسلوب من أساليب العلاج، وهو أعمق من مجرد الاستمتاع بمشهد فني ما أو لوحة فنية، فقد تجاوز ذلك ووصل إلى مرحلة العلاج بالفن، بحيث يمكن من التخلص من الاكتئاب والقلق والاضطرابات مثلا.
إن هذا النوع من الفنون يخول للرسام أن يعبر من خلاله عن كل الاضطرابات وعن كل المشاعر بواسطة الألوان وبدون أي كلمات، فيما يمكن المشاهد من التعمق في اللوحات ومن السفر إلى أساليب استنطاق الذات. وهنا يكمن دور الفنان في تقديم لغة فنية للتعبير عنه، خصوصا الفنان التجريدي لكونه يتناول قضايا كبرى، فاللوحة التجريدية فهمها هو أقرب لفهم الحلم وتجسيد للحلم على أرض الواقع.
تحدثتي عن الفن التجريدي، ماهو هذا الفن؟
الفن التجريدي هو اتجاه فني يقوم به الفنان بتجريد الأشياء بعد أخذها من الطبيعة وإعادة صياغتها برؤيا جديدة، أي أن أي فنان عليه أن يمتلك تصورا داخليا صادقا وعميقا لكل اللوحات التي يرسمها.
ما الذي تطمحين له من خلال هذه المعارض؟
بالرغم من أن هذا المعرض هو معرضي السابع، إلا أنني لم أسع ولن أسعى أبدا إلى إقامة معارض فنية تشكيلية بنية البيع فقط، بقدر ما أطمح إلى أن يكون محوري محورا هادفا، يتناول قضايا إنسانية كبرى ورسائل مهمة، خصوصا في التجريد، فأنا أحرص على أن لا يكون مجرد أعمال براقة لا معنى لها، بل على العكس تماما، فأنا أحاول جاهدة أن تكون كل لوحة من لوحاتي ذات معنى كبير وعميق جدا.
كيف جاءت فكرة الرسم التجريدي؟
كما تعلمين أنا أستاذة لمادة الرياضيات، ومهنتي تحتم علي شرح المنطق، فقررت أن أقوم بتقريب المعنى للتلميذ، فكنت أحاول أن أصور له أمثلة لتقريبه من المعنى، ولكي أقوم بهذه العملية كان لابد لي من استعمال التجريد، كدلالات مثلا أو استعمال الألوان…
على ماذا اعتمدت في إنجاز عملك هذا؟
اعتمدت على أشكال ونماذج مجردة ومشاهدات مشخصة، كنت أحاول أن أشكل الألوان، دون توضيح الخطوط ولا التجريد، واعتمدت كذلك على النقط والأقواس والأحرف الموسيقية في بعض اللوحات، لكن في كل لوحة هناك مزيج من الحذف والإضافة والتركيب والمبالغة في تجسيد بعض التفاصيل والملامح.
كلمة أخيرة تودين توجيهها لقرائنا الكرام؟
للفن أنواع كثيرة محفزة وملهمة، غير فن التمثيل والمسرح والغناء، لذا أشجع القراء على الإلمام بجميع الأنواع التي تمكنهم من اكتشاف موهبتهم التي أنعم الله عليهم بها.
حاورتها: رميساء بن راشد