استقبلت جهة طنجة تطوان الحسيمة بمقرها يوم الثلاثاء، في شخص رئيستها فاطمة الحساني، رئيس مقاطعة مومباسا بجمهورية كينيا، علي حسن جوهو، ووفده المرافق له.
وبهذه المناسبة وقع كل من مجلس الجهة ومقاطعة مومباسا، توقيعا حضوريا على مذكرة للتفاهم، والتي تهدف إلى وضع إطار للشراكة لتعزيز سبل التعاون اللامركزي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، والتي وقعها الطرفان افتراضيا في متم أبريل الماضي.
وتعتبر هذه الاتفاقية، لبنة أساسية من شأنها أن تساهم في توطيد العلاقات التاريخية التي تجمع ما بين البلدين الصديقين منذ القرن الرابع عشر الميلادي، ومنذ أن زار الرحال المغربي ابن بطوطة شرق إفريقيا سنة 1331، إذ نقل في مؤلفاته عن هاته الرحلة، معالم الحضارة والتقدم التي كانت تشهدها المنطقة والبلاد في تلك التاريخ.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت السيدة فاطمة الحساني دور المملكة المغربية في التعاون مع القارة الإفريقية، وفق خيار استراتيجي ثابت في سياستها الخارجية، ووفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موضحة أن البلاد حرست منذ البداية على وضع الارتقاء بالتعاون المشترك مع جل القارة الإفريقية على رأس أولوياتها وذلك في إطار علاقات تعاون وشراكة “جنوب جنوب” فعالة وتضامنية، مشيرة أنه ووفق هذه الرؤيا الملكية الحكيمة سجلت العلاقات المغربية الإفريقية دينامية جديدة وزخما متزايدا خاصة خلال السنوات الأخيرة، بل وأصبحت هذه الروابط نموذجا هاما للتعاون والشراكة بين دول الجنوب والذي يرتكز على مقاربة “رابح رابح” مما مكن من تقاسم وتبادل الخبرات والتجارب المشتركة في مجال تطوير الزراعة والسياحة.
كما أشارت الحساني في كلمتها هذه، إلى النظام الديمقراطية اللا مركزي لتدبير الشأن العام الترابي والذي اعتمدته المملكة المغربية منذ ستينيات القرن الماضي، والذي تعزز مؤخرا بالجهوية المتقدمة التي أخذت بها بلادنا منذ 2015. وأضافت أن هذا الأخير مكن جهات المملكة الاثنا عشر من اختصاصات واسعة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة من هذا الورش الملكي التنموي، خاصة فيما يتعلق بتحسين جاذبية التراب وخلق مناطق للأنشطة الاقتصادية والصناعية بغرض جلب الاستثمارات الوطنية والأجنبية إلى الجهة ودعم التكون المهني، بما يساهم في الرفع من مهارات اليد العاملة، لخلق مزيد من مناصب الشغل وصولا إلى تحسين دخل الساكنة بالجهات.
هذا وقد أشادت بجهتنا التي تزخر بفرص استثمارات واعدة بالنسبة للراغبين في الاستثمار فوق ترابها، بفضل ما تتوفر عليه من مؤهلات طبيعية واقتصادية وفلاحية وسياحية وصناعية مختلفة، وبفضل الأوراش الملكية المهيكلة الكبرى المتواجدة فوق ترابها، كالميناء المتوسطي ومدينة محمد السادس الذكية، والقطار الفائق السرعة وبنيات طرقية جيدة ومشروع مدينة الكفاءات والمهن وغيرها من الأوراش الهامة…
وفي تصريح لرئيسة الجهة للجريدة، فإن هدف هذا التوقيع هو وضع خريطة طريق لتنزيل مذكرة التفاهم، في شكل إطار لشراكة، قصد تحديد مجالات التعاون التي تربط مابين الجانبين، مضيافة أن مجلس الجهة اليوم بصدد تنزيل خيار استراتيجي ثابت، في السياسة الخارجية للملكة المغربية، وفقا للتوجيهات الملكية السامية التي تقوم على ربط علاقة تعاون وشراكة (جنوب جنوب) على أساس مقاربة رابح رابح بين الدول الإفريقية والمغربية.
ومن جانبه، فقد أعرب رئيس مقاطعة مومباسا عن فرحه وامتنانه بهذه الاتفاقية التي تجمع مابين البلدين، والتي من شأنها ان تعزز تعاونهم المؤسساتي والتجاري. مضيفا أن هذه الأخيرة ستعمل على تعزيز علاقات قوية، مع الشعب الكيني عامة لا المومباسي فقط.
رميساء.