من بين الوثائق المطلوبة لعقد الزواج، شهادة العزوبة.
هذه الشهادة تثبت أن الزوج والزوجة، عازبين،أي لم يسبق لهما أن تزوجا.وهذا كله من أجل ضمان زواج صحيح، وحفاظ على سلامة الأسرة، واستقرارها.
عدد كبير من الأزواج يلجؤون إلى طرق غير قانونية ليتمتعوا بحق التعدد، دون إخبار للزوجة الأولى. وعدد أكبر مازال يلجأ إلى زواج الفاتحة، عندما يتأكد من استحالة الإذن له بالتعدد من طرف المحكمة. ماهي نتائج هذا الزواج؟ كم هي الأضرار التي تلحق بالزوجة، بالأطفال، وبالمجتمع ككل؟؟؟
كيف نحمي الأسرة، ونضمن حقوق الأبناء؟
اليوم نفاجأ بإلغاء الإدلاء بشهادة العزوبة! لماذا؟ هل هناك تصور لمآلات هذا القرار، وانعكاساته على الأسرة، والمجتمع؟
في كل مدينة سيكون للسيد أحمد زوجة، وأبناء…كلما ظهرت بوادر نزاع، وارتفعت قيمة المصاريف، ومع تكلفة العيش، وتمدرس الأبناء…سيفر السيد أحمد إلى مدينة أخرى، ويتزوج من جديد، شاب أعزب، لم يسبق له الزواج…!!!وهكذا يتكرر الفعل، وهو لم يعد يتعرف على أبنائه. ربما منهم من لم يسجله في دفتر الحالة المدنية، ولم تعرف الأم أي طريق تسلك، ولا موجه يساعدها لتمكين أبنائها من حقوقهم.
ملفات كثيرة، تعرضها زوجات غادر أزواجهم، ولا يعرفون له عنوانا! حقوق الأسرة تغادر مع هؤلاء الأزواج! خصوصا عندما تكون الزوجة ربة بيت ، وليس لديها اي دخل…أول ما تعانيه، الطرد من السكن، لعجزها عن تأدية أجره. ينقطع الأطفال عن الدراسة، تخرج الأم باحثة عن العمل، أو متسولة في الشوارع … تتفكك الأسرة! تزداد نسب الهشاشة الإقتصادية، والإجتماعية…
شهادة العزوبة، على عللها، وتلاعب المحتالين، تبقى وثيقة من شأنها أن تساهم في حماية الأسرة، فهي إجراء إستباقي، يجعل مصلحة الأسرة أولوية لا جدال فيها. تؤكد أن هذا الشاب الذي يريد الزواج عازب، بمعنى لم يسبق له الزواج، أي ليست لديه زوجة، أسرة، أو أبناء. ليس متابع بواجبات أسرية.
وينطبق الأمر على المرأة التي ترغب في الزواج. فمن يؤكد عدم ارتباطها بشريك آخر؟ أو ربما مازالت متزوجة؟
إلغاء الإدلاء بشهادة العزوبة يمكن قبوله في حالة حوسبة المعلومات القانونية، بحيث بمجرد كتابة إسم المعني، نحصل على كل المعلومات الخاصة به.
إلى ذلك الحين، الإدلاء بشهادة العزوبة يبقى ضرورة لضمان نجاح الأسرة، وتماسكها.
ذ. وفاء بن عبد القادر