تعد عملية الدعم الغذائي خلال شهر رمضان من أهم المبادرات الإنسانية التي تدخل في إطار التعاضد والتكافل مع الفئات المعوزة في مجتمعنا، لتجسيد قيم التآزر التي يتميز بها المغاربة، حيث يتم طيلة أيام الشهر الفضيل تقديم الدعم والمساعدة للفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة والتي أنهكها الفقر، كمحطة هامة بالنسبة للمحسنين من جهة وللمؤسسات المدنية الخيرية من جهة أخرى، أو عبر تنظيم موائد الإفطار التي تم منعها بسبب انتشار وباء كورونا المستجد السنة السالفة وهذه السنة أيضا.
حيث وككل سنة تجندت العديد من الجمعيات المدنية من أجل تسخير إمكاناتها من أجل تقديم المساعدات الغذائية لأعداد كبيرة من السكان المعوزين،خلال فترة تزيد فيها احتياجاتهم الغذائية.وعليه فعملية الدعم الغذائي في هذا الشهر الأبرك تخصص لتغطية الحاجيات والتخفيف من العبء المادي الذي يؤرق كاهل الأسر الفقيرة.
وحسب الأستاذة ” فطيمة إيكانون ” رئيسة جمعية خذ بيدي للتربية والتنمية المجتمعية فقد عبرت عن امتعاضها للأجواء التي تمر فيها هذه العملية، من خلال تسجيل بعض الأسر التي لا تستحق الدعم في لوائح هذه الجمعيات المانحة لقفة رمضان، كما عبرت عن أسفها عن ارتباط المجتمع المدني وحتى مؤسسات الدولة بدعم هذه الفئات فقط في هذا الشهر الفضيل مما يطرح سؤالا عريضا هل الفقير يحتاج هذه المواد الغذائية فقط في شهر رمضان؟ واسترسلت الأستاذة ” فطيمة إيكانون” كلامها أن بعض الاتكاليين يسجلون أسماءهم في أكثر من جمعية مما يحرم فئات عريضة تستحق هذه المساعدات.
وأن هذه المساعدات الغذائية يجب أن توجه إلى الفئات التي تستحق لأن هناك أسر تعاني في صمت لأنها لا تتقن فن التسول والتصنع لكسب عاطفة المحسنين والجمعيات الخيرية المانحة،ووجهت أيضا رئيسة جمعية ” خذ بيدي للتربية والتنمية المجتمعية” انتقاداتها اللاذعة للذين يحاولون المن على هذه الأسر المعوزة من خلال نشر صورهم على صفحات التواصل الاجتماعي أو عرضها في التقارير، مما يخلف أثرا سلبيا في نفوس أفراد هذه الأسر وخصوصا فئة الأطفال.
وما يمكن القول هو أن هذه الأعمال ورغم الشوائب التي ترافقها أحيانا تبقى أعمالا خيرية إنسانية،هدفها إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب المحتاجين والفقراء،رغبة في إسعادهم، وكذا محاولة زرع هذه القيم وتوارثها عبر الأجيال خصوصا في شهر التربية الروحية والأخلاقية والسلوكية، ونسج بالتالي علاقات تكافلية قوية ومتينة بين أفراد المجتمع وخصوصا بين الأغنياء والفقراء،مصداقا لقول رسولنا الكريم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” ( رواه البخاري)
م.ط البقالي