عقد وحيد خاليلوزيتش، الناخب الوطني ندوة صحافية أخيرا بمركز محمد السادس في المعمورة، ضاحية سلا. واعتبر خلالها أن المنتخب الوطني لم يكن سيئا أمام بوروندي، في الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية، المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكامرون 2022، خلافا لما ذهب إليه أغلب المحللين والمتتبعين، قبل أن يكشف عن أهدافه مع الأسود والمتمثلة في التأهل إلى مونديال قطر. وعبر الناخب الوطني عن استغرابه للانتقادات شديدة اللهجة، التي استهدفته في الفترة الأخيرة، موجها خطابه إلى الصحافيين “انتقدوني متى شئتم ولن أغضب، واتركوا اللاعبين وشأنهم”.
استعانة بمقاطع فيديو:
استعان وحيد خاليلوزيتش بمقاطع “فيديو” للدفاع عن نهجه التكتيكي في مباراة بوروندي، معددا الفرص الكثيرة، التي أهدرها اللاعبون بسبب سوء التركيز وغياب الفعالية.وبدا الناخب الوطني، وهو يشرح نظام لعبه، كما لو أن خطابه موجه إلى أولئك، الذين طالبوا بإقالته من مهمته مدربا للأسود، مشيرا إلى أن المنتخب لعب بخطة مغايرة وغير مسبوقة ونجح اللاعبون في تنفيذها، قبل أن يخونهم التوفيق في ترجمتها إلى أهداف حقيقية، وتابع “هناك أوتوماتيزمات طبقت بفعالية مثل الضغط على حامل الكرة وتنويع اللعب واللمسة الواحدة، إلا أن معظم المحاولات ضاعت بسبب التسرع وغياب الفعالية الهجومية”. ودافع خاليلوزيتش عن حصيلة المنتخب الوطني منذ تعيينه مدربا قبل 18 شهرا، معتبرا أنه حصل على أكبر تنقيط في المجموعة الخامسة ب 14 نقطة وأحسن دفاع، وزاد قائلا “ينبغي أن نتحسن هجوميا، وأن نتحلى بالشراسة، عندما نلعب خارج ميداننا، وهذه نقطة ضعفنا”.
استفزاز المنتقدين:
وردعلى منتقديه، سواء محللين، أو صحافيين، عندما أكد أنه متمسك باختياراته، معتبرا إياها الأفضل بالنسبة إليه تقنيا، وليس مناصرا ومشجعا. وبرر خاليلوزيتش اختيار مدافعين يلعبون بالرجل اليسرى، إلى حاجته لتجريب أكبر عدد منهم، قبل الحسم في الأفضل منهم، مضيفا أنه جرب 47 لاعبا في الفترة الماضية، ووجه الدعوة إلى 50 لاعبا، في انتظار الاستقرار على تشكيلة نموذجية، وهو ما أثار حفيظة المغاربة، واعتبروا تصريحاته مستفزة، بما أنه قضى 18 شهرا على رأس الطاقم التقني دون أن تظهر ملامح القوة على الأسود. وحاول خاليلوزيتش إلقاء اللوم على بعض اللاعبين، ممن لم يقدموا المطلوب منهم، خصوصا في مباراة موريتانيا، قبل أن يؤكد أنه وضع تصورا تقنيا وتكتيكيا لما ينبغي أن يكون عليه المنتخب، إلا أنه لم يجد طريقه بعد إلى التطبيق، مضيفا أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت من أجل تحقيق المبتغى.
وعبر خاليلوزيتش عن أسفه على الحملة الشرسة التي طالته، عقب تواضع المنتخب “طريقة الانتقاد توضح بجلاء أن البعض لا يحبونني، وأنا كذلك لا أحبهم. لن يكون هناك إجماع على شيء ما. ولن أنشغل بجعل هؤلاء يحبونني، لأن أهدافي واضحة مع الجامعة”.
ليس ضد اللاعب المحلي:
أكد وحيد خاليلوزيتش أنه ليس ضد اللاعبين المحليين، وهو يرد على سؤال لصحافي، مؤكدا أنه يتابع البطولة الوطنية، ويستدعي أفضلهم لحمل القميص الوطني. وأضاف الناخب الوطني “لن أتردد في دعوة أي موهبة في البطولة للعب للمنتخب الوطني، لكن يبقى العائق الكبير هو الجانب البدني، الذي يعانيه معظم لاعبي البطولة، مقارنة مع المستوى العالمي”. واستغل خاليلوزيتش الفرصة للحديث مجددا عن أشرف حكيمي، لاعب إنتر ميلان الإيطالي، واعتبره ظاهرة فريدة من نوعها، كما أشاد بمستوى الوافدين الجديدين منير حدادي وآدم ماسينا، لاعبي إشبيلية الإسباني وواتفورد الإنجليزي. أما بخصوص أسباب غياب بدر بانون وأشرف بنشرقي، فأكد خاليلوزيتش أنهما يوجدان في اللائحة الأولية، مشيرا إلى أن الأول تراجع مستواه نسبيا في المباريات الأخيرة، مقارنة مع سفيان شاكلا، مدافع خيتافي الإسباني، الذي يتنافس أمام ليونيل ميسي وكريم بنزيما.
حجي أولا أحد:
اعتبر وحيد خاليلوزيتش مساعده مصطفى حجي خطا أحمر، في سياق رده على أولئك الذين يطالبون برحيله عن المنتخب، معتبرا إياه ثروة وطنية وأحد أبرز اللاعبين في وقت سابق. وتابع “لن أغير رأيي في حجي، إنه ثروة وأشكره على العمل الكبير، الذي يقوم به، ولن يغادر المنتخب ما دمت مدربا للأسود”. وفي معرض رده على سؤال حول الصورة الجماعية لأعضاء الطاقم التقني، المثيرة للجدل، أجاب خاليلوزيتش ساخرا “أحتاج إلى خمسة أعضاء آخرين، لأنني لا يمكن القيام بكل شيء، وكثرة أعضاء الطاقم جار بها العمل في معظم منتخبات العالم الاحترافية”. وأكد الناخب الوطني أنه سيغادر منصبه دون مشاكل، إذا شعر أن هناك أمورا ليست على ما يرام بالمنتخب.
مونديال قطر الهدف الأول
يرى خاليلوزيتش أنه حقق هدفه الأول مع المنتخب الوطني بتأهله إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، في انتظار بلوغ مونديال قطر 2022. واعتبر خاليلوزيتش أنه يضع التأهل لكأس العالم أولى أولوياته، بما أن التصفيات ستكون صعبة، لوجود ثلاثة منتخبات مؤهلة إلى “كان الكامرون”، وبالتالي ستبحث بدورها عن التأهل. ويرى الناخب الوطني أن القارة الإفريقية تستحق أن تكون ممثلة بأكثر من خمسة منتخبات في المونديال، لكي يتمكن أي واحد منها من الفوز بكأس العالم، لأن الأمر متعلق بالاستثمار، لأن المال هو المتحكم، على حد تعبيره. وأوضح خاليلوزيتش أنه لم يأت إلى المغرب لأجل المال، بل لإيمانه بمشروع الجامعة في الرقي بمستوى المنتخب الوطني، خصوصا أنه يتوفر على كل الإمكانيات.
انتظروا تألق المنتخب:
صرح وحيد خاليلوزيتش، مدرب المنتخب الوطني، أن الكرة المغربية ستقول كلمتها بعد خمس أو ست سنوات، بالنظر إلى التطور الذي تعرفه في جميع المجالات. وأوضح خاليلوزيتش في الندوة الصحافية، أن الكرة المغربية تتطور باستمرار، وأن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تنفق أموالا كثيرة، من أجل تطويرها، وأنها ستجني ثمار هذا العمل، بعد حوالي ست سنوات، مشيرا إلى أنها ستكون الأفضل على الصعيد القاري. وكشف خاليلوزيتش أنه يتابع العمل الذي تقوم به الجامعة، مع الفئات الصغرى، وأن هناك مجموعة من العناصر التي تتألق بشكل كبير، وأنه يتابع الجميع دون استثناء، بما في ذلك لاعبو البطولة الوطنية، ومن يروج أنه لا يحبهم، فإنه خاطئ. وقال خاليلوزيتش إنه سيكون منافقا إذا ادعى أن البطولة المغربية هي الأفضل على الصعيد العالمي، لكنه يعتبرها من بين أفضل الدوريات في القارة الإفريقية، بعد دوريات مصر وجنوب إفريقيا وتونس. وأكد خاليلوزيتش أن هدفه الأساسي البحث عن مجموعة قادرة على خوض المنافسات المقبلة، وأنه اقترب منه بشكل كبير، غير أنه يلزمه بعض الوقت، من أجل تحقيق ذلك، وإيجاد الفريق المثالي، بعد تجريب عدد كبير من اللاعبين في الفترة الأخيرة.