يعيش جل المواطنين أياما عصيبة، نتيجة لحظر التجول الليلي المستمر والإغلاقات المتكررة، فالبرغم من المجهودات المبذولة من طرف المسؤولين لهزم هذا الوباء والحد من انتشاره، إلا أنه لازالت أغلب القطاعات تعرف وتشهد تأثيرا سلبيا ملحوظا، سواء على المستوى الاقتصادي أو المعيشي. فبعد أن خرجت الحكومة بقرارها الأخير الذي يقضي بحظر التنقل الليلي خلال شهر رمضان ابتداء من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا، وجد البعض أنفسهم دون عمل ودون أي معيل، خاصة أولائك الذين كانوا يعملون في المقاهي والمطاعم.
القرار الأخير الذي بدا للجميع قرارا عشوائيا ولا يراعي ظروف المواطن الحالية واحتياجاته، خلف موجة غضب عارمة في البلاد، خصوصا وأن ساعات العمل والرواج بالنسبة لقطاع التجارة مثلا، خلال شهر رمضان، غالبا ما يكون بعد الساعة الرابعة مساء، والمقاهي والمطاعم بعد أذان المغرب.
وهنا تجدر الإشارة إلى الباعة المتجولين والغير المهيكلين، الذين لم يسبق للحكومة أن التفتت إليهم، بل ولم يتم التساؤل من قبل عن مصيرهم خلال هذه الأزمة. هؤلاء الباعة الذين يعيلون بدورهم أفراد أسرهم، أصبح من الصعب عليهم إيجاد قوت يومهم. فبعد أن تنفسوا الصعداء بعد فترة الحجر الصحي الذي شهدته البلاد، وعادت الأمور إلى طبيعتها “قليلا” بالنسبة إليهم، وجدوا أنفسهم اليوم، ومجددا، دون أي عمل او دخل.
وعلاقة بالموضوع، وبالنسبة لبائعي المواد الغذائية، وخصوصا باعة المواد المستوردة الذين أصبح قطاعهم يعرف ركودا غير مسبوق بعد الرواج الذي كانوا يعرفونه، وحسب ما أفاد به (م.ب) أحد تجار “فندق الشجرة” فإن أغلب السلع قد أوشكت على الانتهاء، وهناك بعض المواد التي نفذت بالفعل. وأضاف المتحدث أنه وبعد انتهاء السلع أصبح من الصعب إدخال سلع جديدة، إذ أن جل المنتجات التي يوفرها التجار كانت تأتي عبر حدود إسبانيا أو سبتة المحتلة. ومع هذا الوباء بات يصعب عليهم إدخال السلع إلى البلاد وهو الأمر الذي خلف خسائر مادية باهظة بالنسبة إليهم.
وللإشارة، فإن أغلب السلع تعرف اليوم ارتفاعا مضاعفا في أسعارها نتيجة للظروف الوبائية التي تمر بها جل بقاع العالم. ونتيجة لهذا الغلاء أضحى من العسير على المواطن اقتناء هذه المواد والسلع التي كانت موجودة بشكل دائم.
وانتقالا من الجانب الاقتصادي إلى الجانب الديني الروحي، فقد خلف قرار إغلاق المساجد ومنع أداء صلاة التراويح خلال هذا الشهر الفضيل، موجة غضب عارمة في مختلف أرجاء البلاد، خاصة وأن هذه السنة هي الثانية على التوالي التي فرض فيها هذا الأمر، وهذا ما دفع العديد من المواطنين إلى الخروج صوب الشوارع للتنديد بهذا الإغلاق، والمطالبة بفتح المساجد لتأدية صلاة التراويح.
وآخرا، وإذا ما أردنا التحدث عن جل المعاناة التي يعيشها معظم المواطنين من عراقيل ومصاعب، فسنجدها لاتعد ولا تحصى. فمع تداعيات تفشي هذا الوباء لم يعد هناك قطاع إلا وقد تضرر، وعليه فإنه أصبح من الضروري إيجاد حلول حقيقية لمساعدة ومساندة هذه القطاعات، بهدف ضمان استمرارها والحفاظ على فرص الشغل بالبلاد، مع مراعاة وضعية الهشاشة الاقتصادية بالبلاد، وتبعاتها الاجتماعية والنفسية.
رميساء بن راشد