أتحفنا المواطن الغيورعبد القادرالحنوط بمراسة تتضمن تعليقا حول النفق الأخيرالذي تم اكتشافه، مؤخرا، بالمدينة القديمة، أثناء أوراش الإصلاح التي عرفتها المنطقة وهونفق طويل للغاية يصل إلى غاية الميناء القديم للمدينة، حيث يشهد على حقبة تاريخية من عمر طنجة الدولية.وتضبف مراسلة المعني الغيورأن هذا الاكتشاف ليس الوحيد بحي القصبة، بل في كل مناسبة يتم الوقوف على اكتشاف جديد بمختلف أماكن المدينة، خاصة بأحيائها العتيقة، موضحة أن الأجيال السابقة تعرفت على النفق المذكور وقطعت مسالكه، الموصلة إلى الميناء، مستعينة بفوانيس يتلمسون بواسطتها الطريق الموحشة، تحت موقع الفران الذي يسمى فران “الكهف” (انظر الصورتين) وهو جزء من تاريخ حي القصبة كتراث من حق كل مواطن أو سائح أن يزوره ليتعرف على ذاكرة المدينة التي تعاقبت عليها أمم، تاركة مآثربها، لاينبغي طمسها بالردم والحجارة وتحميلها ما لا طاقة لها من خلال الانسياق وراء البناء العشوائي، كما حدث فوق بناية الفران، مما غيرمن ملامح شكله وتاريخه وحضارته وإن كان الإصلاح في حقيقته عملا جبارا يشهده تاريخ الدولة العلوية في العهد الجديد، تحت قيادة ملك البلاد.ذلك أن المآثر التاريخية تحتاج إلى ترميم يقوم به ذوو الاختصاص الذين لهم دراية بعلم العمران والمآثر.
وختم المواطن عبد القادر الحنوط مراسلته بعبارة شاعرية جادت بها قريحته :”إذا لم يبق من يحدثك عن حي القصبة باق، فاعلم بأن وجودها فوق الأنفاق”.وبين قوسين، نقدرحجم غيرة الرجل على المدينة وجهوده في تتبع شؤونها، بنوع من الحسرة أحيانا، رغم تقدمه في السن ورغم المرض الذي يحد من حيويته المعهودة.
م.إ