مع اقتراب حلول شهر المغفرة والرحمة، وبداية العد العكسي لاستقبال شهر الصيام، ازداد تخوف وقلق مهنيي وأرباب المقاهي والمطاعم من الغد المظلم، الذي ربما سيحمل في طياته قرارات صادمة، قرارات لا تراعي ظروفهم وأحوالهم مجددا.
فبعدما ضربت الجائحة ضربتها القاضية، وأدت إلى طرد المستخدمين، والعمل بساعات أقل من الأيام العادية، تطبيقا للاحترازات الضرورية والمعتمدة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، نجد الخوف والهلع، قد عاد من جديد.
ففي الوقت الذي فضلت الحكومة المغربية تأجيل التواصل مع هذا القطاع وطمأنته، وجد المواطنون أنفسهم داخل تساؤلات عدة، هل سيتم تقديم وجبات الفطور فقط؟ وهل ستفتح المطاعم أبوابها بعد الإفطار، أم قبله؟ أم هل سيتم إغلاق المقاهي والمطاعم طيلة هذا الشهر الكريم؟ تساؤلات جمة تلك التي تجوب جل شوارع ومدن المملكة المغربية مؤخرا، نتيجة للتمديد المستمر لحظر التجول الليلي بالبلاد.
فهل سيتم الأخذ بعين الاعتبار معاناة هذا القطاع خاصة مع الظروف الحالية التي يعيشها العالم أجمع؟ إذ بالرغم من أنه يشغل نسبة مهمة من اليد العاملة بالمجتمع، إلا أن هنالك عدد كبير من المواطنين الذين يعيلون أسرة وأكثر، مهددون اليوم بالتوقف عن العمل، والعودة مجددا إلى المعاناة والمآسي التي عاشوها خلال فترة الحجر الصحي.
وهنا وفي هذا الصدد، وعن التضرر الذي شهده هذا القطاع جراء انتشار الوباء، كنا قد تحدثنا مع “س.ن” صاحب أحد المقاهي بالمدينة، الذي أخبرنا أن ” القطاع تضرر فعلا خلال هذه الجائحة، ولولا ما ادخرناه سابقا ما كنا استطعنا الاستمرار في هذا المجال إلى الآن”.
وأضاف “اليوم نحن على أبواب الهاوية،لا نعرف ماذا سيحدث، وماذا سيكون حال المستخدمين. لقد تم توقيف بعضا منهم على أمل استرجاعهم، ولكن إذا أغلقنا أبوابنا شهرا كاملا،لا أظن أنه بإمكاني أن أتحمل مصاريف التسيير مرة أخرى، فنحن نشتغل دائما أكثر في رمضان، ورمضان هو الشهر الذي يزداد فيه رزقنا”.
خدوج، أم لأربعة أبناء، أضحت اليوم بدورها أحد ضحايا الفيروس. فبعد أن كانت تشتغل منظفة بأحد المطاعم، وجدت نفسها بين ليلة وضحاها، دون أي عمل ولا معيل. “أخبرتنا” أنها اليوم تعيش بفضل بعض جرانها فقط، وأملها أن تعود في رمضان للعمل، كما كان الشأن في الماضي.
وآخرا، لا يجادل اثنان في أن الاختيار والقرار خلال هذه المرحلة هو قرار صعب حقا، فصحة المواطن ووضعية الهشاشة الاقتصادية بالبلاد وتابعاتها الاجتماعية والنفسية، تتطلب التفكير بجدية أكبر، قبل اتخاذ أي قرار من شأنه أن يضر بكل ممتهن لهذا القطاع. فماهو القرار الذي ستتخذه الحكومة؟ وهل سيتم الأخذ بعين الاعتبار ظروف المواطن الحالية أم لا؟
رميساء بن راشد