قال محمد علي بامعمر، لاعب وسط اتحاد طنجة، إن سوء الحظ خان فريقه في معظم المباريات السابقة، بما أنه يكون الأفضل داخل رقعة الميدان. وأضاف بامعمر بخصوص رحيله عن الجيش في حوار مع يومية “الصباح”، أن دوافعه إلى غياب ظروف مواتية للاشتغال على نحو الأفضل، سواء في المباريات أو أثناء التداريب، مؤكدا أنه كان بالإمكان تحقيق الأفضل، رغم توفر الفريق على لاعبين شباب أتى معظمهم من القسم الثاني. وأثنى بامعمر على الحسين عموتة، مدرب المنتخب المحلي، بعد التتويج بلقب بطولة إفريقيا للمحليين، التي أقيمت بالكاميرون، واصفا إياه بالمدرب المقتدر، الذي يمنح المسؤولية والثقة للاعبين ويحفزهم على تقديم الأفضل. وعبر بامعمر عن طموحه في الالتحاق بالمنتخب الأول في الاستحقاقات المقبلة، وتابع “أنتظر دعوة الناخب الوطني بفارغ الصبر، كما أن هناك لاعبين آخرين يستحقون اللعب للأسود، بالنظر إلى المؤهلات، التي أبانوا عنها في “الشأن”. فيما يلي نص الحوار:
ألا تعتقد أن الضغوطات كانت سببا مباشرا في تراجع نتائج الاتحاد؟
لا نلعب تحت الضغط رغم فشلنا في تحقيق نتائج جيدة في المباريات الأخيرة، والسبب أننا نتوفر على جمهور عريض يقف وراءنا ويشجعنا، كما يحمسنا على بذل قصارى الجهود، من أجل الرقي في سلم الترتيب العام للبطولة. لكن عانينا سوء الحظ وعدم التوفيق في مباريات كنا فيها الأفضل على رقعة الميدان. نشتغل بتفان وانضباط من أجل تصحيح بعض الهفوات المرتكبة، لتحسين الأداء. مازال ينتظرنا عمل كبير حتى نصل إلى المبتغى والهدف المنشود، المتمثل في الرفع من جودة اللعب والأداء وحسن استغلال للفرص. لقد نجحنا في تدارك بعض الهفوات في مباراة بركان، بعدما نجحنا في استغلال الفرص والعودة بالنقاط الثلاث.
هل يمكن أن نتحدث عن أزمة ثقة؟
لا أخفيك سرا، أن اتحاد طنجة يصنع فرصا عديدة في جميع المباريات، إلا أن التوفيق يخونه، ما يعطي للمنافس فرصة التسجيل وإرباك حساباتنا. احتجنا فعلا مثل هذا الفوز على بركان، من أجل استرجاع الثقة إلى اللاعبين والرفع من معنوياتهم، سيما أن الفريق يتوفر على لائحة منسجمة وغيورة على قميص الفريق، وقادرة على تقديم الأفضل للنادي، وبالتالي الاستجابة إلى تطلعات جمهورنا العريض. إننا نشتغل بهدوء تحت قيادة المدرب إدريس المرابط، الذي يدرك جيدا ما ينبغي القيام به، لهذا نحن مؤمنون بحظوظنا في لعب الأدوار الطلائعية هذا الموسم.
هل يمكن الحديث عن ميلاد “بامعمر”جديد بعد رحيلك عن الجيش؟
لا يمكن الحديث عن انبعاث اسمي من جديد، أو شيء من هذا القبيل، كل ما هناك أن الجيش الملكي كان يضم لاعبين شبابا، ينقصهم الصبر فقط، وهو شيء لم يتحقق، الأمر الذي دفعني إلى مغادرة الفريق العسكري في بداية الموسم الجاري. والآن أنا في صفوف فريق قوي ومحترم ويعرف قيمة أي لاعب. لم أشعر إطلاقا أنني غريب بين مكوناته، بل رحب الجميع بي وانسجمت مع المجموعة بسرعة، كما لو أنني ألعب له لخمس سنوات.
ما الذي دفعك إلى مغادرة الجيش؟
كانت هناك أسباب دفعتني إلى ذلك، وحالت دون استمراري في هذا النادي العريق. بما أنني كنت عميدا للفريق رغبت في الاشتغال في ظروف جيدة، حتى لا أتعرض للمساءلة والمحاسبة سواء من قبل إدارة النادي أو الجمهور “وقعوا شي حوايج ما شي في صالحنا”، لهذا حدث اختلاف في وجهات النظر وقررت الانسحاب بهدوء.
ما نوعية الأشياء التي لم تكن على ما يرام؟
لم تكن أشياء محددة، بل هناك أمور حدثت سواء في المباريات أو في طريقة التدريب، إذ كنا متأكدين أننا بالإمكان تحقيق نتائج أفضل بكثير، بحكم أن الفريق غير مجموعته بنسبة كبيرة وبات يتكون من لاعبين شباب، أغلبهم جلبوا من القسم الثاني، لهذا كانوا يحتاجون إلى الصبر والوقت الكافي، من أجل التأقلم والانسجام، لإظهار مؤهلاتهم، لكن كانت هناك ظروف خارجة عن الكرة بعثرت نوعا ما الأجواء، وبالتالي من الطبيعي البحث عن أجواء مختلفة وتحديات أخرى.
هل رددت فعلا على المشككين بعد تألقك في “الشأن”؟
لست في حاجة إلى الرد على كل من شكك في مؤهلاتي الفنية والبدنية، بما أنني أقوم بواجبي على أحسن ما يرام، لكن أحيانا لا تستطيع أن تقوم بكل شيء في الفريق، «تهز الفريق على اكتافك وتمشي تماركي»، لا يمكن تحقيق ذلك، فالمجهود ينبغي أن يكون مشتركا، واليد الواحدة لا تصفق، لذلك فالظروف لم تكن مناسبة لتمنحك الاحترام والثقة من أجل تكثيف الجهود أكثر. أما في المنتخب المحلي، فالأمر اختلف كثيرا، لأنك وسط لاعبين جيدين ومدرب مقتدر يشرح لك جميع التفاصيل، كما يمنحك الثقة والحافز، لهذا من الطبيعي أن تبرهن على كافة مؤهلاتك الفنية والبدنية. ” وأي حاجة يكون فيه الخير”.
في نظرك أين تكمن قيمة المدرب عموتة؟
قدم المدرب عموتة العديد من الإضافات منذ التحاقه بالمنتخب المحلي، أولاها أنه يجعل اللاعب يتحمل مسؤوليته كاملة، حتى يشعر بقيمة القميص الذي يحمله ويدافع عنه. وعندما يكون كل واحد منا مسؤولا تجاه قميص بلده تأتي النتائج الإيجابية بكل تأكيد، إضافة إلى حرصه على تشجيع اللاعبين والرفع من معنوياتهم، من خلال التأكيد على أنهم الأفضل في البطولة. إنه مدرب كفؤ يمنحك الثقة والحافز والرغبة في تقديم الأفضل للمنتخب والقميص، الذي تحمله، إضافة إلى تواصله الهادف. ولو طلب منا عموتة خوض بطولة أخرى مباشرة بعد تتويجنا بلقب «الشان» لفعلنا برغبة وحماس منقطعي النظير.
ماذا يشكل لقب “الشأن” بالنسبة إليك؟
أعتقد أن اللقب بمثابة اعتراف وتقدير ومكافأة للعمل الجبار المبذول طيلة المنافسات، إضافة إلى أنه حافز لمواصلة الاجتهاد والمثابرة، أملا في جائزة أو مكافأة أخرى. إنه يمنح أي لاعب الثقة والعزيمة والحافز في الحفاظ على العطاء نفسه، وبالتالي الإيمان بأنك الأفضل.
هل كبر طموحك بعد تتويجك ب “الشأن”؟
عندما تدرك مستواك في منافسة قارية، مثل بطولة إفريقية للاعبين المحليين، وتقنع مدربك ويرضى عنك الجمهور، أكيد أنك تتطلع إلى الالتحاق بالمنتخب الأول، لهذا أنتظر بفارغ الصبر دعوة الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش. إنني قادر على تقديم الإضافة، أحتاج فقط فرصة لإثبات أحقيتي في حمل قميص الأسود في الاستحقاقات المقبلة.
هل ترى أن هناك محليين يستحقون اللعب للأسود؟
طبعا، وما أكثرهم، بدليل تألقهم في بطولة إفريقيا للمحليين بالكامرون، حيث أظهروا علو كعبهم في جميع المباريات، من خلال العروض المقدمة. نتمنى أن ننال فرصة بالمنتخب الأول، حتى نبرهن أننا نستحق الدفاع عن القميص الوطني.