يخلد المغرب ومع باقي الدول العربية وكل محبي الأراضي المقدسة والمصطفين أمام القضية العادلة بيوم الأرض الفلسطيني، وهو يوم يحييه أهل فلسطين أينما وجدوا بفعاليات شعبية،لتأكيدهم بأحقيتهم بأرضهم التاريخية،في وجه الاحتلال الغاشم الذي لا ولم ولن يدخر وسائله لانتزاعهم منها، ويكمل يوم الأرض عامه الخامس والأربعون والعالم يعيش على صفيح ساخن بفعل قضايا عالمية ومنها قضية الكوفيد 19 التي تطفو على السطح، ولكن أهل الأرض ومعهم نحن لن ننسى أن هناك حدثا له رمزية في الأذهان والقلوب وهو يوم الأرض،ما جعل بعض الفصائل الفلسطينية تدعو إلى رفع العلم الفلسطيني على أسطح المنازل وحتى في الأماكن العامة كتقليد سابق، أو ما يقوم به المجتمع المدني بمؤسساته إلى جانب مؤسسات أخرى بتنظيم لقاءات تعريفية، وأنشطة، ومنها بيانات تضامنية لهذه الذكرى.
وبقي يوم 30 مارس من عام 1976 خالدا في الذاكرة الموشومة والهوية الفلسطينية والعربية،حينما هب فلسطينيو الداخل المحتل والذين يبلغ عددهم نحو 1.3 مليون نسمة بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط سنة 1948 م ،ضد استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على نحو 21 ألف دونم من أراضي القرى الفلسطينية، بمنطقة الجليل لصالح إقامة المزيد من المستوطنات،وصاحب ذلك اليوم إعلان الفلسطينيين الإضراب العام، فحاول الاحتلال كسر الإضراب بالقوة،ما أدى إلى اندلاع مواجهات،أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.ويبقى الرد الإسرائيلي في هذه الحادثة عنيفا باعتبارها أول تحد من الأقلية الفلسطينية بعد احتلاله من فلسطين عام 1948م، فيما يعتبره الفلسطينيون تحولا بمسيرة نضالهم ضد الاحتلال، وتأكيدا على تشبثهم بأرضهم.
وبمناسبة إحياء الذكرى 45 ليوم الأرض، جددت “منظمة البيت العربي” بمدينة طنجة وعبر بيانها أن يوم الأرض هو يوم التجديد مع العهد للقضية الفلسطينية،مع التاريخ والجغرافيا والوجود وقيم العدالة والحق بمرجعيات أخلاقية وإنسانية وعروبية ووطنية وقومية وعقائدية وقانونية… داعية المنظمة كل القوى الحية للمجتمع المغربي إلى تنسيق الجهد الجماعي خدمة للقضية التي ستظل دوما قضية وطنية لكافة المغاربة.
وتبقى هذه الذكرى المقدسة فرصة يبعث المغرب من خلالها وبكافة أطيافه دعوته للمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية والاعتداءات المستمرة والمتكررة التي يتعرض لها، ووضع حد لمخططات الاستيطان والمصادرة والتوسع التي ترمي إلى فرض سياسة الأمر الواقع والاستخفاف بالمواثيق والقوانين والأعراف الدولية. كما يعبر المغرب عن موقفه الثابت الداعم للقضية الفلسطينية ووقوفه الدائم إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين ومساندته المطلقة لهم في دفاعهم المستميت لنيل حقوقهم العادلة وتحقيق تطلعاتهم المشروعة في العيش بحرية وكرامة بما ينهي عقودا طويلة من الضيم والإذلال والحيف والظلم الغاشم،ويعتبر المغرب ذكرى ” يوم الأرض” مناسبة لتخليد نضالات الشعب الفلسطيني الأبي وصموده البطولي في سبيل استرداد حقه المشروع الذي لن يسقط بالتقادم،وإقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين من النهر إلى البحر ومن الجليل الأعلى إلى صحراء النقب وعاصمتها القدس الشريف،وسيظل الثلاثين من مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض للشعب الفلسطيني للتعبير عن تمسكه بأرضه وهويته الوطنية، رغم سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على نحو 85 بالمئة من المساحة الكلية لأرض فلسطين التاريخية.
م.ط. البقالي