وأخيرا تمكن مجلس طنجة الجماعي من غلق ملف تفويت قطاع النظافة بعد أن صادق بإجماع الحاضرين في أشغال الجلسة الثانية لدورته الاستثنائية، على تفويض هذا القطاع الهام لشركتين جديدتين سوف يكون عليهما اقتسام المدارين الاثنين للمدينة “طنجة الغربية ” و “طنجة الشرقية” وفق دفتر تحملات فازت الشركتان بشروطه الأساسية.
ويتعلق الأمر بشركة “ميكومار صوماجيك” وشركة “أرما أحيزون” اللتين بدخولهما في هذا المجال، يكون مجلس الجماعة قد قطع مع تجربة لم تكن دائما سليمة، بل إنها أثارت الكثير من الاحتجاجات لما اعتبر “تهاونا” في تنفيذ عقد التدبير المفوض. إلا أن للشركتين الإسبانية والفرنسية اللتين توليتا تدبير هذا القطاع منذ سنة 2014، رأيهما وحججهما في الموضوع وقد لا تخلو دفوعاتهما من بعض الصواب !
ومعلوم أن شركتي “صوماجيك” و أحيزون آلت إليهما صفقة النظافة العمومية، من بين تسع شركات شاركت في المناقصة، خمس منها بالنسبة للمنطقة الغربية وأربع للمنطقة الشرقية ، في منافسة شديدة صعبت من مهام لجنة فتح الأظرفة والفرز.
وقد أسعد السكان فوز شركة “ميكرو صوماجيك” المغربية بملف النظافة، ما قد يعطي الشركة نفسا جديدا وطموحا مشروعا للقيام بمسؤوليتها على الوجه الأكمل، اعتبارا لأن الشركة مطلعة الطلاع الواسع على “جغرافية” المدينة وحاجياتها الأساسية، وقضاها التنموية، وأنها سوف تؤدي واجبها بأمانة وفي احترام تام لمطالب ورغبات المواطنين،
من جهة أخرى حملت أخبار الجماعة، هذا الأسبوع خبر الإغلاق النهائي لمطرح مغوغة ، بعد نصف قرن من معاناة سكان المنطقة، وتضررهم من العديد من أمراض التنفس والربو، وأمراض الجلد وغيرها، كما تضررت المصانع بالمنطقة الصناعية المقابلة للمطرح السيء الذكر ومئات العمال العاملين بالمصانع، جراء هذا الوضع الموبوء.
ومن المؤلم أن لا أحد تحرك طيلة عقود لرفع المعاناة عن المواطنين سكان المنطقة التي شهدت تجمعات بشرية هائلة، بفعل وجود المنطقة الصناعية، كما ولم يستفد سكان المنطقة من أي خدمات صحية استثنائية للتخفيف من حدة الإصابات التي تلحقهم جراء استنشاق الهواء العفن وغاز الميثان، إصابتهم بالأمراض الجلدية، خاصة الأطفال المعرضين، بسبب ضعف المناعة لديهم، إلى مخاطر محققة.
ورغم كل ذلك فقد شهد مشروع نقل المطرح إلى مدشر سكدلة، بالمنزلة، بطئا كبيرا في عمليات الإنجاز، دون اعتبار حالة الاستعجال التي يتطلبها رفع المعاناة اليومية على السكان، بالرغم من ملايير “طنجة الكبرى” التي أدخل المشروع ضمن “مشاريعها” وبالرغم من تظلمات السكان التي استمرت لنصف قرن,
نتمى أن يكون الأمر قد انتهى نهائيا، وأن “تفلت” أرض المطرح “المعفى عنها” من أنياب “الأباطرة” الذين تعرفون، وأن يتحول المطرح إلى منطقة خضراء يعوض السكان بها ما “اكتنزوه” في رئاتهم من أوساخ وقاذورات، بينما كان الولاة والمنتخبون والسياسيون وأصحاب القرار ينعمون باستنشاق الهواء الطلق “الفيلطري” النقي، الغني بدرات الهيدروجين والأكسجين !.
ولا تنسوا، بالمناسبة، الدعاء بالحفظ والسلامة، لضيوف المطرح الجديد سكان قرية سكدلة ومناطق الجوار !!
ع. كنوني