بنكيران كان عند وعده. فجمد عضويته في الحزب الذي تخلى عنه، وقطع صلته ببعض وزراء هذا الحزب، إضافة إلى العثماني، كل من الرميد والداودي، والرباح، ومعجزة العثماني، أمكراز… الذين اعتبروا أن رئيسهم السابق ، وولي نعمتهم، لم يقو على “التكيف” مع “الكيف“، وتركهم “يتكيفون” كيفما شاءوا، مع “الكيف” الذي لا شك أنه يجهل حسناته ومنافعه، العلاجية، ولربما وقف “نبوغه” في هذه النبتة العجيبة، عند “السبسي” و “‘الشقف” وعمليات “السحق” و “التدريح” والغربلة، وصولا إلى “النغمة” المنعشة التي يتلمسها عشاق “التنغيم” عبر العالم ويصفها العلم الحديث بـ “المعجزة الخضراء !”.
وكما يبدو، فإن العزيز بنكيران يختزل “الكيف” في تأثيره المخدر، ولو كلف نفسه البحث في كتب الأقدمين والمحدثين لوجد لهذه النبتة فوائد غذائية وصحية وعلاجية لا تحصي، خاصة في مقاومة وعلاج العديد من الأمراض المستعصية، كأمراض القلب، والصرع، وسرطان الدماغ والربو، وعلاج التهابات الشعب الهوائية، والملاريا وغيرها. وبالتالي فلم يكن من باب العبث، أن توصف نبتة “الكيف” بالنبتة معجزة” تماما ، كالخشخاش، وهو الأفيون الذي تعددت استعمالاته الطبية لمعالجة أمراض نفسية وبدنية، كالأرق، وتسكين الأم، والاكتئاب، وتحسين عمل وظائف القلب ، ودعم الجهاز الهضمي، وتقوية جهاز المناعة وتقوية مستويات الخصوبة وتقوية الأنسجة العظمية، وغيرها.
فهل نجازف بكل تلك الخصائص العلاجية التي يوفرها “الكيف” بشهادة أعلى المؤسسات والمختبرات العلمية في العالم، لنجبر بذلك “خاطر” بنكيران و أنصاره الذين توقف حمارهم في العقبة، فانصرفوا إلى المطالبة بفتوى المجالس العلمية فيما يخص القبول ب“الكيف” علاجا، وألفُ علاج وعلاج يستخرج من مصادر حيوانية ونباتية سامة أو محرمة.
بنكيران “ركع” في هذه المسألة، ولم يكن بحاجة إلى “تحريك” جبح النحل ضده بهذه الوسيلة التي زادت في عزلته ووضعته محل النقد والمساءلة وهو يعلم، أو ربما لا يعلم، أن موضوع “الكيف” أصبح موضوعا طبيا بامتياز على مستور العالم وأن تقنينه يستجيب للالتزامات المغرب الدولية، وأن المغرب وضع لذلك مشروع قانون يحدد بالتفصيل ظروف زراعة الكيف والاستعمالات المسموح بها لهذه النبتة العجيبة . وما كان عليه أن يعاكس إرادة الحكومة التي صادقت، في النهاية، على هذا المشروع، بالرغم من مراوغة الأمانة العامة للعدالة والتنمية، وتردد بعض وزراء البيجيدي الذين لا زالوا تحت “مخدر” “الفقيه “سي عبديلاه”!