أنقذ فوز اتحاد طنجة على شباب المحمدية في الدورة التاسعة من منافسات البطولة الوطنية للقسم الأول، أعقب سلسلة من النتائج السلبية، المدرب ادريس المرابط من حبل الإقالة. وثمن المرابط دعم المكتب المسير له، وتجديد الثقة فيه، وعزا سوء النتائج للحظ العاثر ولتوقف البطولة الذي أثر على جاهزية لاعبيه. وانتقد المرابط بعد المتربصين به ووصف تصرفاتهم بالتطفل على المجال ومحاولة للتشويش على الفريق أكثر على عمله. مؤكدا ثقته في فريقه وفي مشروعه المتفق عليه مع المكتب المسير حول مستقبل الفريق. وتحدث مدرب اتحاد طنجة في (حوار السبت) عن مستقبله مع الفريق وعن المباراة الصعبة التي تنتظره أمام ضيفه فريق الجيش الملكي، وهذا نص الحوار:
بداية ما هي عوامل نجاحك مع الفريق في موسم التتويج بالبطولة؟
لا أنكر أن جميع مكونات النادي ساهمت في التتويج التاريخي، عملنا كانت تطبعه الجدية. أهم شيء حدث بعد مغادرة بادو الزاكي، سكنت قلوب اللاعبين، حصلنا على التلاحم، وأصبحنا نغيش جوا أسريا. عملنا كان يطبعه الانضباط. كان الهدف في البداية تنشيط البطولة ضمان مقعدنا بالقسم الأول، لم نكن نتصور أننا سنصبح منافسين على البطولة. ومع توالي الانتصارات وكسب الثقة من قبل اللاعبين أصبحت أعيننا منصبة على خلق المفاجأة وإهداء أول لقب لمدينة طنجة في تاريخها، وفعلا تحقق لنا ذلك بفضل ثقة اللاعبين وتوفير المكتب المسؤولين جميع الحاجيات من رواتب ومكافآت في وقتها.
قريب من اللاعبين والصراحة فيما بيننا.
ألم يكن قرار إقالتك في بداية الموسم الذي تلى تحقيق البطولة متسرعا؟
هل كان القرار متسرعا أم لا، الجواب يبقى عند المكتب المسير. لم تسعفنا نتائج البداية، حققنا ثلاثة تعادلات. المعروف في كرة القدم ان حقائب المدرب تكون دائما جاهزة، وهو اول من يدفع ثمن سوء النتائج. كان بالإمكان التريث، لكن المكتب كان له قرار آخر.
هل ترى عودتك من جديد طبيعية رغم التشنج الذي حصل مع المكتب بعد رحيلك؟
اعتقد ان الامر كان طبيعيا. كان هناك خلاف فقط بين الاقالة والاستقالة. كانت هناك تصريحات حول استقالتي، بينما صححت الامر واكدت انني تعرضت للاقالة. عموما هذه صفحة طويت. لم أكن أعتقد أنني سأعود للفريق، اتصل بي أعضاء في المكتب، جالستهم، وضعنا النقط على الحروف فعدت بشروط وبمشروع يستوجب العمل على مدى ثلاث سنوات على الاقل، وهي مدة العقد الذي يربطني بالفريق حاليا. عودتي تؤكد الثقة المتبادلة بيني وبين المكتب وخاصة الرئيس عبد الحميد ابرشان الذي أكد ثقته في عملي مرة اخرى واعتبره سندي اليوم في ظل الظروف الصعبة التي نمر منها والحرب التي اتعرض لها من الخارج.
من يحاربك إذن؟
بعض المتسلطين على الكرة. علماء الكرة تكاثروا وأصبح كل من هب ودب يحلل ويعطي الدروس في التكتيك والكوتشينغ. الكلام سهل وبمجرد استهلاك بعض المفردات تحفظها حتى الجدة يعتقد البعض أنه يفهم في الكرة. النقد سهل جدا، لكن الواقع أمر آخر خاصة بدخول المعمعة.
لا أتهرب من النقد على أساس ان يكون بناء بدون لغة الحقد. من له حسابات مع ادريس المرابط على الأقل أن يتركها ثنائية ويدع الفريق جانبا.
لكن سوء النتائج الأخيرة تستدعي النقد، خاصة أنها أدخلت الفريق مرحلة الشك، أليس كذلك؟
لست دخيلا على مجال التدريب، حققت إنجازات خارج البلد وداخله، لا اتهرب من النقد البناء، حققنا انطلاقة جيدة، هناك عمل جبار نقوم به بحسن نية لبناء فريق المستقبل. حافظنا على مجموعة الموسم الماضي ولم نقم بتغييرات كبيرة للحفاظ على الاستقرار والانسجام. وضعت حدا للتسيب وفوضى الانتدابات العشوائية منذ بدايتي مع الفريق كمدير تقني. كانت تتم استشارتي حول الانتدابات. قمنا بانتدابات قليلة بالتشاور مع الطاقم الذي يشتغل معي. ربما الفريق في حاجة إلى تعزيزات لكننا نشتغل وفق الإمكانيات المتاحة. كما قلت حققنا انطلاقة جيدة، هناك تجاوب مع المكتب والدليل المساندة التي تلقيتها من رئيس الفريق. أكيد أنني لست راضيا على النتائج السلبية الأخيرة، لكن هناك ظروف ساهمت في ذلك، أبرزها توقف البطولة الذي أثر على مسارنا الجيد، ثم الحظ العاثر الذي رافقنا في بعض المباريات التي انهزمنا فيها، كنا فيها الأفضل والأكثر خلقا للفرص، نصل لكننا لا نسجل، اللاعبون يفتقدون التركيز المشكل ذهني.
البعض يرجح تراجع نتائج الفريق إلى مشاكل داخل مستودع الملابس وسوء تواصلك مع بعض اللاعبين، هل هذا صحيح؟
صدقني إذا قلت لك أننا نتوفر على أنظف مستودع ملابس مقارنة مع العديد من الفرق الوطنية. سواء من ناحية العمل الاحترافي، الجدية، الانضباط. فقط يبقى سوء الحظ هو الحاضر والمؤثر. كيفما كانت وضعية أي فريق، فحين تتولى الهزائم يسيطر الشك. هنا تبقى قيمة وقدرة اللاعب القادر على العودة.
هل تعتقد أن الفوز في المحمدية سيخرج الفريق من الازمة؟
كنا في أمس الحاجة لهذا الفوز، أكيد سيكون في صالحنا، لكننا اصطدمنا من جديد بعامل سلبي بسبب توقف البطولة مرة أخرى كان من أبرز العوامل التي تسببت في تراجع نتائج الفريق بعدما حققنا انطلاقة إيجابية وتوقفت البطولة بسبب مشاركة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للاعبين المحليين أخيرا بموريتانيا. التوقف كان سبب رئيسيا في تراجع نتائج الفريق وتوهجه. هذه المرة حاولنا تدارك الأمر ببرمجة مبارتين وديتين، الأولى كانت ضد الفتح الرياضي تحضيرا للمباراة المقبلة أمام الجيش الملكي.
على ذكر مباراة الجيش، كيف تتوقعها وهل هناك استعدادات خاصة لها؟
الاستعدادات تمر بشكل عادي. نأمل في استعادة بعض المصابين وبلوغ الجاهزية. مباراة الجيش صعبة. الفريق العسكري يسير في خط تصاعدي، يتوفر على لاعبين بامكانيات كبيرة. نحن قدمنا مباراة جميلة بالمحمدية. نتمى ان نقدم مباراة تليق بفريقنا. ويكون الانتصار حليفنا.