صورتان معبرتان عن كل من متحف القصبة بطنجة وأجواء صلاة الجمعة، أيام زمان، زودنا بهما مشكورا المواطن المهتم والغيور عبد القادر الحنوط ، عاشق المدينة العتيقة، حيث ترعرع فيها وكان شاهدا على كثيرمن الأحداث والمناسبات. كما يتذكرالرجل ـ وبالمناسبة نتمنى له الشفاء العاجل ـ متحف القصبة الذي كان يزخر بالعديد من التحف وقطع الآثار النادرة، يوم كان يديره المحافظ سيدي عمي العلوي وهو يرتدي الزي التقليدي القديم ويتدلى شعره الطويل ولحيته المؤثثة.أما صلاة الجمعة، فقد كانت تقام بمسجد حي القصبة، بعزف الموسيقى العسكرية النحاسية مع حشد من العساكر وهم يمتطون الخيول، وسط ساحة دار المخزن.
إنها ذكريات من تاريخ الدولة العلوية ومنشآتها التاريخية والحضارية، مما يستجيب الحفاظ على بعض معالمها كالمحكمة المدنية التي كانت تسمى ب:”المشوار” والمحكمة المدنية والسجن المدني ومقهى “رياض السلطان” الذي كان يسمى “رياض فورا”، أيام الاستعمار، نسبة إلى رجل جزائري كانت له حماية فرنسية.المقهى كان يرتاده كل من يبحث عن الهدوء والسكينة من مغاربة وأجانب، خاصة المفكرين والكتاب والرسامين والأدباء.
وختم الغيورعبد القادرالحنوط رسالته، بنوع من الحسرة، بهذه العبارة التي تحاكي بكاء الشعراء على الأطلال: “ألا أيها التاريخ هل لنفسك رجعة، فتنطق بلسان الحرعن قصبة طنجة..”
م.إمغران