خلفت الزيادات الأخيرة في أسعار زيوت المائدة موجة غضب عارمة بمختلف شرائح المجتمع المغربي، إذ ارتفع سعر قنينة الزيت من 0.75 إلى 2 دراهم، لتصل بذلك قارورة خمسة لترات إلى 10 دراهم، وهو الأمر الذي جعل أغلب المواطنين يرفعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة المنتوج لاسيما وأن هذه الزيادات جاءت دون سابق إنذار وفي عز الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن تفشي فيروس كورونا المستجد بالبلاد، إذ أن البعض منهم أصبحوا يجدون صعوبة في توفير قوتهم اليومي خاصة وأن هناك من فقد عمله حتى.
تأتي هذه الزيادات نتيجة وجود القانون 104.12 الذي نصت مادته الثانية على التخويل للمصنعين “تحديد أسعار السلع والمنتوجات والخدمات عن طريق المنافسة الحرة”، إلا أن المادة الرابعة من القانون نفسه قد تركت الباب مفتوحا لاتخاذ تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أو انخفاض فاحش للأسعار تعلله ظروف استثنائية أو كارثة عامة أو وضعية غير عادية بشكل واضح في السوق بقطاع معين، على أن لا تتجاوز مدة تطبيق هذه التدابير ستة أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة من طرف الإدارة. وهنا وجب طرح سؤال هل ستتدخل الجهات المسؤولة لحل إشكالات هذه الارتفاعات أم أنها لا تعتبر من “الارتفاعات الفاحشية”؟
وفي هذا الصدد كان قد وجه فريق الأصالة والمعاصرة في شخص عضوه هشام صابري سؤالا كتابيا لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ويتعلق الأمر بهذه الزيادات المفاجئة التي اعتبرها “ضربا في القدرة الشرائية للمواطنين” خاصة في الظرفية الحالية، مطالبا باتخاذ التدابير اللازمة لمراجعة الأسعار والتصدي لمثل هذه الممارسات.
ومن جانبه عبر رئيس جمعية حماية المستهلك، بوعزة الخراطي، عن موقفه من هذه الارتفاعات الصاروخية، حيث اعتبرها “قرارا عير مواطنتي” خاصة وأنها جاءت في ظروف غير ملائمة لما لها من تعجيز للاستقرار الاقتصادي الوطني، مضيفا أن أسعار الزيوت النباتية لا تخضع للتقنين وهذا ما يجعل بعض الشركات تزيد في أسعارها بين الفنية والأخرى، إلا أن هذه الزيادات أطلقت بشكل اتفاقي دون أي توضيح لأسبابها مخالفة بذلك قانون المنافسة الذي يجرم هذه الأفعال، باعتباره يحظر اتفاق جميع الشركات على الزيادة.
هذا وقد أوضحت شركة “لوسيور” في بلاغ لها أن ارتفاع الأسعار جاء نتيجة لارتفاع أثمنة المواد الزراعية الأولية بالأسواق العالمية، إذ ارتفع سعر “الصوجا” إلى 80 في المائة، بينما ارتفع سعر “عباد الشمس” ب 90 في المائة، الأمر الذي أدى إلى زيادة أثمنة الشركة أيضا.
زيادات أسعار زيت المائدة لم تصدم المواطن فقط بل خلقت تخوفا في الشارع المغربي من احتمال حدوث زيادات أخرى في المنتوجات الأساسية خصوصا مع اقتراب شهر رمضان الذي يجعل المواطنين يتوافدون بشكل كبير على أغلب المنتوجات الغذائية الضرورية. وينتظر الشارع المغربي أن تخرج الجهات المسؤولة في الأيام المقبلة بحلول حقيقية تراعي ظروف المواطن المادية والمعيشية.
رميساء بن راشد.